الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فإن كنت في شك . الآية . أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والضياء في "المختارة" عن ابن عباس : فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك قال : لم يشك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسأل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، عن قتادة في قوله : فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك قال : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا أشك ولا أسأل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك قال : التوراة والإنجيل، الذين أدركوا محمدا صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فآمنوا به يقول : سلهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن سماك الحنفي قال : قلت لابن عباس إني أجد في نفسي ما لا أستطيع أن أتكلم به .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 706 ] فقال : شك؟ قلت : نعم . قال : ما نجا من هذا أحد حتى نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم : فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك الآية . فإذا أحسست أو وجدت من ذلك شيئا فقل : هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن الأنباري في "المصاحف" عن الحسن قال : خمسة أحرف في القرآن : وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال معناه وما كان مكرهم، لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين معناه ما كنا فاعلين، قل إن كان للرحمن ولد معناه : ما كان للرحمن ولد، ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه معناه : في الذي ما مكناكم فيه، فإن كنت في شك مما أنزلنا معناه : فما كنت في شك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن الحسن في قوله : فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك قال : سؤالك إياهم نظرك في كتابي كقولك : سل عن آل المهلب دورهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية