الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
25 - (باب إثبات الأصابع لله - عز وجل - ) . :

من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - قيلا " له لا حكاية " عن غيره ، كما زعم بعض أهل الجهل والعناد ، أن خبر ابن مسعود ليس هو من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما هو من قول اليهود ، وأنكر أن يكون ضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - ، تصديقا لليهودي .

[ ص: 188 ] 1 - ( 108 ) : وحدثنا : عبد الله بن محمد الزهري ، والحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي ، ومحمد بن محمد بن خلاد الباهلي ، ومحمد بن ميمون ، ومحمد بن منصور المكي ، قالوا : ثنا الوليد بن مسلم ، قال الزهري ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وقال محمد بن خلاد ، ثنا المكي ، حدثني عبد [ ص: 189 ] الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي ، قال : حدثني أبو إدريس الخولاني ، قال : حدثني النواس بن سمعان الكلابي ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ما من قلب إلا هو بين أصبعين من أصابع الله تعالى إن شاء أقامه ، وإن شاء أزاغه " ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك ، والميزان بيد الرحمن ، يخفض ويرفع " .

هذا حديث الباهلي ، وقال الآخرون : " فإذا شاء أن يقيمه أقامه ، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه " ، وقال محمد بن ميمون : أو قال : " يضع ويخفض " ، بالشك . وقال الحسين بن عبد الرحمن : قال حدثني عبد الرحمن بن يزيد الأزدي ، وقال هو والجرجرائي أيضا : " يا مقلب القلوب " ، وقال لنا عبد الله بن محمد الزهري مرة : [ ص: 190 ] " ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع رب العالمين ، فإذا شاء أن يقيمه أقامه ، إلا وهو بين أصبعين من أصابع رب العالمين ، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه " .

قال أبو بكر : بهذا الخبر استدل أن معنى قوله في خبر أبي موسى : " يرفع القسط ويخفضه " ، أراد بالقسط الميزان ، كما أعلم في هذا الخبر أن الميزان بيد الرحمن ، يرفع ويخفض ، فقال الله : ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ، قد أمليت هذا الباب في كتاب القدر .

[ ص: 191 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية