الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1820 باب: "إن الله مده". أي: مد الهلال لرؤيته

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب بيان: أنه لا اعتبار بكبر الهلال وصغره، وأن الله تعالى أمده للرؤية، فإن غم فليكمل ثلاثون ).

                                                                                                                              : حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 198 ج 7 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ عن أبي البختري قال: خرجنا للعمرة، فلما نزلنا (ببطن نخلة ) قال: تراءينا الهلال. فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث. وقال بعض [ ص: 24 ] القوم: هو ابن ليلتين. قال: فلقينا ابن عباس فقلنا: إنا رأينا الهلال، فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث. وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين. فقال: أي ليلة رأيتموه؟ قال: فقلنا ليلة كذا وكذا. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله مده للرؤية" فهو لليلة رأيتموه. ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              ( عن أبي البختري ). بفتح الموحدة، وإسكان الخاء المعجمة، وفتح التاء.

                                                                                                                              اسمه: سعيد بن فيروز. ويقال: ابن عمران. ويقال: ابن أبي عمران الطائي.

                                                                                                                              توفي سنة ثلاث وثمانين، عام الجماجم.

                                                                                                                              ( قال: خرجنا للعمرة، فلما نزلنا ( ببطن نخلة )، قال: تراءينا الهلال ).

                                                                                                                              أي: تكلفنا النظر إلى جهته لنراه.

                                                                                                                              ( فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث. وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين. قال: فلقينا ابن عباس، فقلنا: إنا رأينا الهلال، فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث. وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين. فقال: أي ليلة رأيتموه ؟ قال: فقلنا: ليلة كذا وكذا. فقال ) [ ص: 25 ] ابن عباس ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله مده للرؤية " ).

                                                                                                                              هكذا في المتن: ( فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مده للرؤية ). وجميع النسخ متفقة على: ( مده ). من غير ألف فيها.

                                                                                                                              وفي الرواية الثانية: ( فقال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أمده برؤيته ". ).

                                                                                                                              هكذا هو في جميع النسخ: ( أمده ) بألف في أوله.

                                                                                                                              قال عياض : قال بعضهم: الوجه أن يكون: ( أمده ) بالتشديد. من ( الإمداد ). ومده من ( الامتداد ).

                                                                                                                              قال: والصواب عندي: بقاء الرواية على وجهها.

                                                                                                                              ومعناه: أطال مدته إلى الرؤية. يقال: مد، وأمد.

                                                                                                                              قال تعالى: وإخوانهم يمدونهم في الغي قرئ بالوجهين. أي: يطيلون لهم.

                                                                                                                              قال: وقد يكون ( أمده ). من " المدة" التي جعلت له.

                                                                                                                              قال صاحب الأفعال: ( أمددتكها ). أي: ( أعطيتكها ).

                                                                                                                              ( فهو لليلة رأيتموه ). وهذا صريح في ترجمة الباب، وفي الترجمة التي ذكرها النووي ، وتقدمت قريبا.

                                                                                                                              [ ص: 26 ]



                                                                                                                              الخدمات العلمية