الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في تحريق العدو مراكب المسلمين قلت : أرأيت السفينة إذا أحرقها العدو وفيها أهل الإسلام ، أكان مالك يكره لهم أن يطرحوا أنفسهم في البحر ، وهل تراهم قد أعانوا على أنفسهم ؟

                                                                                                                                                                                      قال : بلغني أن مالكا سئل عنه فقال : لا أرى به بأسا إنما فروا من الموت إلى الموت . وقال ربيعة بن أبي عبد الرحمن : أيما رجل يفر من النار إلى أمر يعرف أن فيه قتله ، فلا ينبغي له إذا كان إنما يفر من موت إلى موت أيسر منه ، فقد جاء ما لا يحل له ، وإن كان إنما يجتهد في ذلك رجاء النجاة منه ويقيم لعله أن يرى قرية أو يكون الأسر أرجى عنده أن يخلوه إلى الإسلام وأهله من الإقامة في النار ، فكان متحملا لأمر عظيم يرجو النجاة فيه فلا جناح عليه وإن عطب فيه . قال ابن وهب : وبلغني عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال : إن صبر فقد أكرم إن شاء الله تعالى ، وإن اقتحم فقد عوفي ولا بأس إن شاء الله . ابن وهب ، وسئل ربيعة عن قوم كانوا في سفينة فانخرقت أيثقل الرجل نفسه بسلاحه فيغرق ، أم يعوم [ ص: 514 ] فيلتمس النجاة بالغا ما بلغ أرأيت إن كان بقرب عدو فهو يخاف أن يؤسر إن عام ؟

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب : قال ربيعة : كلاهما لا أحبهما ، ولكن ليثبت في مركبه حتى يقضي الله .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية