الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وكذلك يجتبيك ربك ؛ معناه: يختارك؛ ويصطفيك؛ وهو مشتق من "جبيت الشيء"؛ إذا حصلته لنفسك؛ ومنه "جبيت الماء في الحوض"؛ وموضع الكاف في قوله "كذلك": نصب؛ المعنى: "ومثل ما رأيت تأويله: يجتبيك ربك"؛ ويعلمك من تأويل الأحاديث ؛ [ ص: 92 ] قيل: "يعلمك تأويل الرؤيا".

                                                                                                                                                                                                                                        وقيل: "يعلمك تأويل أحاديث الأنبياء والأمم"؛ يعني الكتب؛ وكلاهما جائز - والله أعلم -؛ ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق ؛ المعنى: "يتمها كما أتمها على أبويك".

                                                                                                                                                                                                                                        فقد فسر له يعقوب الرؤيا؛ والتأويل أنه لما قال له: "إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين"؛ فتأول الأحد عشر كوكبا أحد عشر نفسا لهم فضل؛ وأنهم يستضاء بهم؛ لأن الكواكب لا شيء أضوأ منها؛ وبها يهتدى؛ قال الله - جل وعز -: وبالنجم هم يهتدون

                                                                                                                                                                                                                                        فتأول الشمس والقمر أبويه؛ فالقمر الأب؛ والشمس الأم؛ والأحد عشر كوكبا إخوته؛ فتأول له أنه يكون نبيا؛ وأن إخوته يكونون أنبياء؛ لأنه أعلمه أن الله يتم نعمته عليه وعلى إخوته؛ كما أتمها على أبويه؛ إبراهيم ؛ وإسحاق ؛ فإتمام النعمة عليهم أن يكونوا أنبياء؛ إذ قال: كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: لا تقصص رؤياك على إخوتك ؛ "الرؤيا"؛ فيها أربع لغات: "رؤيا"؛ بالهمز؛ و"رويا"؛ بالواو؛ بلا همز؛ وهاتان يقرأ بهما؛ و"رياك"؛ بالإدغام؛ و"رياك"؛ بكسر الراء؛ ولا تقرأ بهاتين.

                                                                                                                                                                                                                                        و"يوسف" ؛ فيه لغتان: "يوسف" ؛ بضم السين؛ و"يوسف" ؛ بكسر السين؛ وكذلك "يونس" ؛ و"يونس"؛ وحكوا "يونس "؛ بفتح النون؛ حكاها قطرب ؛ وهي شاذة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية