الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون "شهيدا": نبيها يشهد لهم وعليهم بالإيمان والتصديق، والكفر والتكذيب، ثم لا يؤذن للذين كفروا : في الاعتذار، والمعنى: لا حجة لهم، فدل بترك الإذن على أن لا حجة لهم ولا عذر، وكذا عن الحسن، ولا هم يستعتبون : ولا هم يسترضون، أي: لا يقال لهم أرضوا ربكم; لأن الآخرة ليست بدار عمل.

                                                                                                                                                                                                [ ص: 461 ] فإن قلت: فما معنى "ثم" هذه ؟

                                                                                                                                                                                                قلت: معناها: أنهم يمنون بعد شهادة الأنبياء بما هو أطم منها، وهو أنهم يمنعون الكلام فلا يؤذن لهم في إلقاء معذرة ولا إدلاء بحجة، وانتصاب اليوم بمحذوف تقديره: واذكر يوم نبعث، أو يوم نبعث وقعوا فيما وقعوا فيه، وكذلك إذا رأوا العذاب بغتهم وثقل عليهم، فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون ; كقوله: بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون [الأنبياء: 40].

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية