الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون

                                                                                                                                                                                                                                      واذكروا إذ أنتم قليل أي: وقت كونكم قليلا في العدد، وإيثار الجملة الاسمية للإيذان باستمرار ما كانوا فيه من القلة، وما يتبعها من الضعف والخوف، وقوله تعالى: مستضعفون خبر ثان، أو صفة لـ(قليل) وقوله تعالى: في الأرض أي: في أرض مكة ، تحت أيدي قريش ، والخطاب للمهاجرين، أو تحت أيدي فارس والروم والخطاب للعرب كافة، فإنهم كانوا أذلاء تحت أيدي الطائفتين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: تخافون أن يتخطفكم الناس خبر ثالث، أو صفة ثانية لـ(قليل) وصف بالجملة بعدما وصف بالمفرد، أو حال من المستكن في مستضعفون، والمراد بالناس على الأول - وهو الأظهر - إما كفار قريش ، وإما كفار العرب لقربهم منهم وشدة عدواتهم لهم، وعلى الثاني: فارس والروم، أي: واذكروا وقت قلتكم وذلتكم وهوانكم على الناس، وخوفكم من اختطافهم.

                                                                                                                                                                                                                                      فآواكم إلى المدينة ، أو جعل لكم مأوى تتحصنون به من أعدائكم وأيدكم بنصره على الكفار، أو بمظاهرة الأنصار ، أو بإمداد الملائكة ورزقكم من الطيبات من الغنائم لعلكم تشكرون هذه النعم الجليلة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية