الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1826 باب في قوله تعالى: حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود وذكره النووي في الباب المتقدم.

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 201 - 202 ج 7 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: لما نزلت هذه الآية: وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود قال: فكان الرجل إذا أراد الصوم، ربط أحدهم في رجليه الخيط الأسود والخيط الأبيض، فلا يزال يأكل ويشرب، حتى يتبين له رئيهما. فأنزل الله بعد ذلك من الفجر فعلموا أنما يعني بذلك: الليل والنهار. ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              ( عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: لما نزلت هذه الآية: وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود . قال: فكان الرجل إذا أراد الصوم، ربط أحدهم في رجليه الخيط الأسود والخيط الأبيض. فلا يزال يأكل ويشرب، حتى يتبين له رئيهما ).

                                                                                                                              هذه اللفظة ضبطت على ثلاثة أوجه:

                                                                                                                              [ ص: 36 ] أحدها: (رئيهما ) براء مكسورة، ثم همزة ساكنة، ثم ياء. ومعناه: ( منظرهما ). ومنه قوله سبحانه: أحسن أثاثا ورئيا ) .

                                                                                                                              والثاني: ( زيهما ) بزاي مكسورة، وياء مشددة بلا همزة. ومعناه: ( لونهما ).

                                                                                                                              والثالث: (ريهما ) بفتح الراء وكسرها، وتشديد الياء. قال عياض : هذا غلط. لأن ( الري ) تابع من الجن.

                                                                                                                              قال: فإن صح فمعناه: ( مرئي ). والله أعلم.

                                                                                                                              ( فأنزل الله بعد ذلك: من الفجر . فعلموا أنما يعني بذلك: الليل والنهار ).

                                                                                                                              يوضح ذلك، حديث عدي بن حاتم عند مسلم، قال: (لما نزلت "يعني الآية"، قال له عدي: يا رسول الله ! إني أجعل تحت وسادتي عقالين: عقالا أبيض وعقالا أسود، أعرف الليل من النهار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن وسادك لعريض. إنما هو سواد الليل وبياض النهار" ).

                                                                                                                              قال أبو عبيد: الخيط الأبيض: ( الفجر الصادق ). والخيط الأسود: ( الليل ). والخيط: ( اللون ).

                                                                                                                              [ ص: 37 ] وفيه: دليل على أن ما بعد الفجر، هو من النهار لا من الليل، ولا فاصل بينهما.

                                                                                                                              وهذا مذهب الشافعية. وبه قال جماهير العلماء.




                                                                                                                              الخدمات العلمية