الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن ابن جريج في قوله : ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) قال : الكافر والمنافق ( أولئك يعرضون على ربهم ) فيسألهم عن أعمالهم ( ويقول الأشهاد ) الذين كانوا يحفظون أعمالهم عليهم في الدنيا ( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ) حفظوه شهدوا به عليهم يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد ( ويقول الأشهاد ) قال : الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن قتادة قال : ( الأشهاد ) الملائكة يشهدون على بني آدم بأعمالهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المبارك ، وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه والبيهقي في «الأسماء والصفات» عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله يدني المؤمن حتى يضع عليه كنفه ويستره من الناس ويقرره بذنوبه ويقول له : أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول : أي رب أعرف ، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال : فإني قد سترتها عليك في [ ص: 33 ]

                                                                                                                                                                                                                                      الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ، ثم يعطى كتاب حسناته وأما الكفار والمنافقون فيقول الأشهاد : ( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني ، وأبو الشيخ من وجه آخر عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يأتي الله بالمؤمن يوم القيامة فيقربه منه حتى يجعله في حجابه من جميع الخلق فيقول له : اقرأ ، فيعرفه ذنبا ذنبا فيقول : أتعرف أتعرف فيقول : نعم نعم ، فيلتفت العبد يمنة ويسرة فيقول له الرب : لا بأس عليك يا عبدي أنت كنت في ستري من جميع خلقي وليس بيني وبينك اليوم من يطلع على ذنوبك اذهب فقد غفرتها لك بحرف واحد من جميع ما أتيتني به ، فيقول : يا رب وما هو قال : كنت لا ترجو العفو من أحد غيري فهانت علي ذنوبك وأما الكافر فيقرأ ذنوبه على رؤوس الأشهاد ( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، عن قتادة قال : كنا نحدث أنه لا يخزى يومئذ أحد فيخفى خزيه على أحد من الخلائق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : هذا [ ص: 34 ]

                                                                                                                                                                                                                                      كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن فقال : إن الله كره الظلم ونهى عنه وقال : ( ألا لعنة الله على الظالمين ) .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ميمون بن مهران قال : إن الرجل ليصلي ويلعن نفسه في قراءته فيقول : ( ألا لعنة الله على الظالمين ) وإنه لظالم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية