الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم

                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا تكرير الخطاب والوصف بالإيمان لإظهار كمال العناية بما بعده، والإيذان بأنه مما يقتضي الإيمان مراعاته والمحافظة عليه كما في الخطابين السابقين.

                                                                                                                                                                                                                                      إن تتقوا الله أي: في ما تأتون وما تذرون يجعل لكم بسبب ذلك فرقانا هداية في قلوبكم، تفرقون بها بين الحق والباطل، أو نصرا يفرق بين المحق والمبطل بإعزاز المؤمنين وإذلال الكافرين، أو مخرجا من الشبهات، أو نجاة عما تحذرون في الدارين، أو ظهورا يشهر أمركم وينشر صيتكم من قولهم: بت أفعل كذا حتى سطع الفرقان، أي: الصبح ويكفر عنكم سيئاتكم أي: يسترها ويغفر لكم ذنوبكم بالعفو والتجاوز عنها، وقيل: السيئات الصغائر، والذنوب الكبائر، وقيل: المراد ما تقدم وما تأخر؛ لأنها في أهل بدر، وقد غفرهما الله تعالى لهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: والله ذو الفضل العظيم تعليل لما قبله، وتنبيه على أن ما وعده الله تعالى لهم على التقوى تفضل منه وإحسان، لا أنه مما يوجبه التقوى، كما إذا وعد السيد عبده إنعاما على عمل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية