الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( وما كان لنبي أن يغل ) الآية [ 161 ] .

                                                                                                                                                                  [ ص: 67 ] 255 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المطوعي ، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري ، أخبرنا أبو يعلى ، حدثنا أبو عبد الله [ بن عمر ] بن أبان حدثنا ابن المبارك ، حدثنا شريك ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : فقدت قطيفة حمراء يوم بدر مما أصيب من المشركين ، فقال أناس : لعل النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذها ، فأنزل الله تعالى : ( وما كان لنبي أن يغل ) قال خصيف : فقلت لسعيد بن جبير : ما كان لنبي أن يغل ؟ فقال : بل يغل ويقتل .

                                                                                                                                                                  256 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم النجار ، حدثنا أبو القاسم سليمان بن أيوب الطبراني ، حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد النرسي ، [ حدثنا أبو عمر حفص بن عمر الدوري ، عن أبي محمد اليزيدي ، عن أبي عمرو ] بن العلاء ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : أنه كان ينكر على من يقرأ ( وما كان لنبي أن يغل ) ويقول : كيف لا يكون له أن يغل وقد كان يقتل ؟ قال الله تعالى : ( ويقتلون الأنبياء ) ولكن المنافقين اتهموا النبي - صلى الله عليه وسلم - في شيء من الغنيمة ، فأنزل الله عز وجل : ( وما كان لنبي أن يغل ) .

                                                                                                                                                                  257 - أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الأصفهاني ، [ أخبرنا عبد الله بن محمد الأصفهاني ] حدثنا أبو يحيى الرازي ، حدثنا سهل بن عثمان ، حدثنا وكيع ، عن سلمة ، عن الضحاك قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلائع ، فغنم النبي - صلى الله عليه وسلم - غنيمة ، وقسمها بين الناس ولم يقسم للطلائع شيئا ، فلما قدمت الطلائع قالوا : قسم الفيء ولم يقسم لنا ، فنزلت : ( وما كان لنبي أن يغل ) . قال سلمة : قرأها الضحاك يغل .

                                                                                                                                                                  257 م - وقال ابن عباس في رواية الضحاك : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما وقع في يده غنائم هوازن يوم حنين ، غله رجل بمخيط ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

                                                                                                                                                                  258 - وقال قتادة : نزلت وقد غل طوائف من أصحابه .

                                                                                                                                                                  258 م - وقال الكلبي ومقاتل : نزلت حين تركت الرماة المركز يوم أحد طلبا للغنيمة وقالوا : نخشى أن يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من أخذ شيئا فهو له ، وأن لا يقسم الغنائم كما لم يقسم يوم بدر . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ظننتم أنا نغل ولا نقسم لكم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

                                                                                                                                                                  259 - وروي عن ابن عباس : أن أشراف الناس استدعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يخصصهم بشيء من الغنائم ، فنزلت هذه الآية .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية