الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وأوحي إلى نوح الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : ( وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ) وذلك حين دعا عليهم نوح عليه السلام قال : ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد في «الزهد» ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن الحسن قال : إن نوحا لم يدع على قومه حتى نزلت عليه الآية ( وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ) فانقطع عند ذلك رجاؤه منهم فدعا عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 39 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن محمد بن كعب قال : لما استنقذ الله من أصلاب الرجال وأرحام النساء كل مؤمن ومؤمنة قال : يا نوح إنه ( لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج إسحاق بن بشر ، وابن عساكر عن ابن عباس قال : إن نوحا عليه السلام كان يضرب ثم يلف في لبد فيلقى في بيته يرون أنه قد مات ثم يخرج فيدعوهم حتى إذا أيس من إيمان قومه جاءه رجل ومعه ابنه وهو يتوكأ على عصا فقال : يا بني انظر هذا الشيخ لا يغرنك ، قال : يا أبت أمكني من العصا ثم أخذ العصا ثم قال : ضعني في الأرض ، فوضعه فمشى إليه فضربه فشجه موضحة في رأسه وسالت الدماء قال نوح عليه السلام : رب قد ترى ما يفعل بي عبادك فإن يكن لك في عبادك حاجة فاهدهم وإن يكن غير ذلك فصبرني إلى أن تحكم وأنت خير الحاكمين ، فأوحى الله إليه وآيسه من إيمان قومه وأخبره أنه لم يبق في أصلاب الرجال ولا في أرحام النساء مؤمن قال يا نوح إنه ( لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ) يعني لا تحزن عليهم ( واصنع الفلك ) قال : يا رب وما الفلك قال : بيت من خشب يجري على وجه الماء فأغرق أهل معصيتي وأطهر أرضي منهم ، قال : يا رب وأين الماء قال : إني على ما أشاء قدير .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 40 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في قوله : ( فلا تبتئس ) قال : فلا تحزن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : ( اصنع الفلك ) قال : السفينة ( بأعيننا ووحينا ) قال : كما نأمرك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ والبيهقي في «الأسماء والصفات» عن ابن عباس في قوله : ( واصنع الفلك بأعيننا ) قال : بعين الله ووحيه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن سفيان بن عيينة قال : ما وصف الله تبارك وتعالى به نفسه في كتابه فقراءته تفسيره ليس لأحد أن يفسره بالعربية ولا بالفارسية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : لم يعلم نوح عليه السلام كيف يصنع الفلك فأوحى الله إليه أن يصنعها على مثل جؤجؤ الطائر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن ابن جريج في قوله : ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا ) يقول : لا تراجعني تقدم إليه ألا يشفع لهم عنده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في الآية قال : نهى الله نوحا [ ص: 41 ]

                                                                                                                                                                                                                                      عليه السلام أن يراجعه بعد ذلك في أحد .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية