الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " هنالك تبلو " قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وابن عامر : " تبلو " بالباء . وقرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف ، وزيد عن يعقوب : [ ص: 28 ] " تتلو " بالتاء . قال الزجاج : " هنالك " ظرف ، والمعنى : في ذلك الوقت تبلو ، وهو منصوب بتبلو ، إلا أنه غير متمكن ، واللام زائدة ، والأصل : هناك ، وكسرت اللام لسكونها وسكون الألف ، والكاف للمخاطبة . " وتبلو " تختبر ، أي : تعلم ومن قرأ " تتلو " بتاءين فقد فسرها الأخفش وغيره : تتلو من التلاوة ، أي : تقرأ . وفسروه أيضا : تتبع كل نفس ما أسلفت . ومثله قول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      قد جعلت دلوي تستتليني ولا أريد تبع القرين



                                                                                                                                                                                                                                      أي : تستتبعني ، أي : من ثقلها تستدعي اتباعي إياها .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " وردوا " أي : في الآخرة " إلى الله مولاهم الحق " الذي يملك أمرهم حقا ، لا من جعلوا معه من الشركاء . " وضل عنهم " أي : زال وبطل " ما كانوا يفترون " من الآلهة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية