الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                      صفحة جزء
                                      فصل في النهي الأكيد ، والوعيد الشديد ، لمن يؤذي أو ينتقص الفقهاء ، والمتفقهين ، والحث على إكرامهم ، وتعظيم حرماتهم قال الله تعالى : { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } ، وقال تعالى : { ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه } ، وقال تعالى : { واخفض جناحك للمؤمنين } ، وقال تعالى : { والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا } وثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { أن الله عز وجل قال : من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب } ، وروى الخطيب البغدادي عن الشافعي ، وأبي حنيفة رضي الله عنهما قالا : " إن لم تكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي " ، وفي كلام الشافعي : الفقهاء العاملون . [ ص: 48 ] وعن ابن عباس رضي الله عنهما : من آذى فقيها فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله تعالى عز وجل ، وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : { من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته } ، وفي رواية { فلا تخفروا لله في ذمته } ، وقال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله : " اعلم يا أخي وفقني الله ، وإياك لمرضاته ، وجعلنا ممن يخشاه ، ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة ، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }

                                      التالي السابق


                                      الخدمات العلمية