الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 32 ] قوله تعالى : " وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله " قال الزجاج : هذا جواب قولهم : ائت بقرآن غير هذا أو بدله [يونس :15] وجواب قولهم : افتراه [الفرقان :4] . قال الفراء : ومعنى الآية : ما ينبغي لمثل هذا القرآن أن يفترى من دون الله ، فجاءت " أن " على معنى ينبغي . وقال ابن الأنباري : يجوز أن تكون " أن " مع " يفترى " مصدرا ، وتقديره : وما كان هذا القرآن افتراء . ويجوز أن تكون " كان " تامة فيكون المعنى : ما نزل هذا القرآن ، وما ظهر هذا القرآن لأن يفترى ، وبأن يفترى ، فتنصب " أن " بفقد الخافض في قول الفراء ، وتخفض بإضمار الخافض في قول الكسائي . وقال ابن قتيبة : معنى " أن يفترى " أي : يضاف إلى غير الله ، أو يختلق .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " ولكن تصديق الذي بين يديه " فيه ثلاثة أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : أنه تصديق الكتب المتقدمة ، قاله ابن عباس . فعلى هذا ، إنما قال : " الذي " لأنه يريد الوحي .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : ما بين يديه من البعث والنشور ، ذكره الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : تصديق النبي صلى الله عليه وسلم الذي بين يدي القرآن ، لأنهم شاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم وعرفوه قبل سماعهم القرآن ، ذكره ابن الأنباري .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " وتفصيل الكتاب " أي : وبيان الكتاب الذي كتبه الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم الفرائض التي فرضها عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية