الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة تسع وثلاثين ومائة

فمن الحوادث فيها:

إقامة صالح بن علي والعباس بن محمد بملطية حتى استتما بناء ملطية ، ثم غزوا الصائفة ، فوغلا في أرض الروم .

وفي هذه السنة: كان الفداء الذي جرى بين المنصور وصاحب الروم ، واستنقذ المنصور منهم أسرى المسلمين .

وفيها: سار عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان إلى الأندلس ، فملكه أهلها أمرهم ، فولده ولاتها .

وفيها: وسع أبو جعفر المسجد الحرام .

وفيها: عزل سليمان بن علي عن ولاية البصرة وأعمالها ، وولي ما كان إليه سفيان بن معاوية وذلك في رمضان .

وقيل: إنما كان عزل ذلك وتولية هذا في سنة أربعين ، ولما عزل سليمان توارى عبد الله بن علي وأصحابه خوفا على أنفسهم .

فإنا قد ذكرنا أن عبد الله لما انهزم مضى إلى سليمان ، فكان عنده ، وكتب أبو [ ص: 23 ] جعفر إلى سليمان وعيسى بن علي في إشخاص عبد الله وأعطاهما الأمان ما رضيا به ، فلما خرجا به أتى به وبأصحابه إلى أبي جعفر يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة .

ولما دخل سليمان وعيسى على أبي جعفر أعلماه حضور عبد الله ، وسألاه الإذن له ، فأنعم لهما بذلك ، وشغلهما بالحديث ، وقد كان هيأ لعبد الله محبسا في قصره ، وأمر به أن يصرف إليه بعد دخول سليمان وعيسى عليه ، ففعل ذلك به ، ثم قال لسليمان وعيسى: سارعا بعبد الله . فخرجا ، فلم يرياه في المكان الذي خلفاه فيه ، فعلما أنه قد حبس ، فرجعا إلى أبي جعفر ، فحيل بينهما وبينه . وقتل جماعة من أصحاب عبد الله وحبسوا .

وفي هذه السنة: حج بالناس العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس .

وكان على مكة والمدينة والطائف زياد بن عبيد الله الطائي .


وعلى الكوفة وأرضها عيسى بن موسى .

وعلى البصرة وأعمالها سفيان بن معاوية المهلبي ، وعلى قضائها سوار بن عبد الله .

وعلى خراسان أبو داود خالد بن إبراهيم .

وسميت هذه السنة بسنة الخصب ، لاتصال الخصب فيها .

التالي السابق


الخدمات العلمية