الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فلما رأى أيديهم لا تصل إليه الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد «الزهد» عن كعب قال : بلغنا أن إبراهيم [ ص: 91 ]

                                                                                                                                                                                                                                      عليه السلام كان يشرف على سدوم فيقول : ويلك يا سدوم يوم ما لك ثم قال : ( ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ) نضيج وهو يحسبهم أضيافا ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) قال : ولدا لولد ( قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب ) فقال لها جبريل ( أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) فكلمهم إبراهيم في أمر قوم لوط إذ كان فيهم إبراهيم قالوا : ( يا إبراهيم أعرض عن هذا ) إلى قوله : ( ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم ) قال : ساءه مكانهم لما رأى منهم من الجمال ( وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب ) قال : يوم سوء من قومي فذهب بهم إلى منزله فذهبت امرأته لقومه ، فجاءه قومه يهرعون إليه ، قال : ( يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) تزوجوهن ( أليس منكم رجل رشيد ) قالوا : ( لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد ) وجعل الأضياف في بيته وقعد على باب البيت ( قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ) قال : إلى عشيرة تمنع فبلغني أنه لم يبعث بعد لوط رسول إلا في عز من قومه فلما رأت الرسل ما قد لقي لوط في سببهم ( قالوا يا لوط إنا رسل ربك ) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 92 ]

                                                                                                                                                                                                                                      إنا ملائكة ( لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك ) إلى قوله : ( أليس الصبح بقريب ) ، فخرج عليهم جبريل عليه السلام فضرب وجوههم بجناحه ضربة فطمس أعينهم والطمس ذهاب الأعين ثم احتمل جبريل وجه أرضهم حتى سمع أهل سماء الدنيا نباح كلابهم وأصوات ديوكهم ثم قلبها عليهم قال : ( وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ) قال : على أهل بواديهم وعلى رعائهم وعلى مسافرهم فلم يبق منهم أحد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج إسحاق بن بشر ، وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : لما رأى إبراهيم أنه لا تصل إلى العجل أيديهم نكرهم فخافهم وإنما كان خوف إبراهيم أنهم كانوا في ذلك الزمان إذا هم أحدهم بامرئ سوءا لم يأكل عنده يقول : إذا تحرمت بطعامه حرم علي أذاه فخاف إبراهيم أن يريدوا به سوءا فاضطربت مفاصله وامرأته سارة قائمة تخدمهم وكان إذا أراد أن يكرم أضيافه أقام سارة لتخدمهم فضحكت سارة وإنما ضحكت أنها قالت : يا إبراهيم وما تخاف إنهم ثلاثة نفر وأنت وأهلك وغلمانك قال لها جبريل : أيتها الضاحكة أما إنك ستلدين غلاما يقال له إسحاق ومن ورائه غلام يقال له يعقوب فأقبلت في صرة فصكت وجهها [ ص: 93 ]

                                                                                                                                                                                                                                      فأقبلت والهة تقول : يا ويلتاه ، ووضعت يدها على وجهها استحياء ، فذلك قوله : ( فصكت وجهها ) و قالت ( أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا ) قال : لما بشر إبراهيم بقول الله ( فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى ) بإسحاق ( يجادلنا في قوم لوط ) وإنما كان جداله أنه قال : يا جبريل أين تريدون وإلى من بعثتم قال : إلى قوم لوط وقد أمرنا بعذابهم ، فقال إبراهيم إن فيها لوطا قالوا ( نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته ) وكانت - زعموا - تسمى والقة فقال إبراهيم : إن كان فيهم مائة مؤمن تعذبونهم قال جبريل : لا ، قال : فإن كان فيهم تسعون مؤمنون تعذبونهم قال جبريل : لا قال : فإن كان فيهم ثمانون مؤمنون تعذبونهم قال جبريل : لا حتى انتهى في العدد إلى واحد مؤمن قال جبريل : لا فلما لم يذكروا لإبراهيم أن فيها مؤمنا واحدا قال : إن فيها لوطا قالوا ( نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وهب بن منبه ، أن إبراهيم عليه السلام حين أخرجه قومه بعدما ألقوه في النار خرج بامرأته سارة ومعه أخوها لوط وهما ابنا أخيه فتوجها إلى أرض الشام ثم بلغوا مصر وكانت سارة من أجمل [ ص: 94 ]

                                                                                                                                                                                                                                      الناس فلما دخلت مصر تحدث الناس بجمالها وعجبوا له حتى بلغ ذلك الملك فدعا بها وسأله ما هو منها فخاف إن قال له زوجها أن يقتله فقال : أنا أخوها ، فقال : زوجنيها ، فكان على ذلك حتى بات ليلة فجاءه حلم فخنقه وخوفه فكان هو وأهله في خوف وهول حتى علم أنه أتي من قبلها فدعا إبراهيم فقال : ما حملك على أن تغرني زعمت أنها أختك فقال : إني خفت إن ذكرت أنها زوجتي أن يصيبني منك ما أكره فوهب لها هاجر أم إسماعيل وحملهم وجهزهم حتى استقر قرارهم على جبل إيليا فكانوا بها حتى كثرت أموالهم ومواشيهم فكان بين رعاء إبراهيم ورعاء لوط حوار وقتال : فقال لوط لإبراهيم : إن هؤلاء الرعاء قد فسد ما بينهم وكادت تضيق فيهم المراعي ونخاف أن لا تحملنا هذه الأرض فإن أحببت أن أخف عنك خففت ، قال إبراهيم : ما شئت إن شئت فانتقل منها وإن شئت انتقلت عنك ، قال لوط : لا بل أنا أحق أن أخف عنك ، ففر بأهله وماله إلى سهل الأردن فكان بها حتى أغار عليه أهل فلسطين فسبوا أهله وماله ، فبلغ ذلك إبراهيم فأغار عليهم بما كان عنده من أهله ورقيقه وكان عددهم زيادة على ثلاثمائة من كان مع إبراهيم فاستنقذ من أهل فلسطين من كان معهم من [ ص: 95 ]

                                                                                                                                                                                                                                      أهل لوط حتى ردهم إلى قرارهم ثم انصرف إبراهيم إلى مكانه وكان أهل سدوم الذين فيهم لوط قوم قد استغنوا عن النساء بالرجال فلما رأى الله ما كان عند ذلك بعث الملائكة ليعذبوهم فأتوا إبراهيم فلما رآهم راعه هيئتهم وجمالهم فسلموا عليه وجلسوا إليه فقام ليقرب إليهم قرى فقالوا : مكانك ، قال : بل دعوني آتيكم بما ينبغي لكم فإن لكم حقا لم يأتنا أحد أحق بالكرامة منكم فأمر بعجل سمين فحنذ له - يعني شوي له - فقرب إليهم الطعام ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ) وسارة وراء الباب تسمع . قالوا : لا تخف إنا نبشرك بغلام عليم مبارك . فبشر به امرأته سارة فضحكت وعجبت كيف يكون له مني ولد وأنا عجوز وهو شيخ كبير ، ( قالوا أتعجبين من أمر الله ) فإنه قادر على ما يشاء وقد وهبه الله لكم فأبشروا به ، فقاموا وقام معهم إبراهيم فمشوا معا وسألهم قال : أخبروني لم بعثتم وما خطبكم قالوا : إنا أرسلنا إلى أهل سدوم لندمرها فإنهم قوم سوء قد [ ص: 96 ]

                                                                                                                                                                                                                                      استغنوا بالرجال عن النساء ، قال إبراهيم : إن فيها قوما صالحين فكيف يصيبهم من العذاب ما يصيب أهل عمل السوء قالوا : وكم فيها قال : أرأيتم إن كان فيها خمسون رجلا صالحا ، قالوا : إذن لا نعذبهم ، قال : إن كان فيهم أربعون قالوا : إذن لا نعذبهم ، فلم يزل ينقص حتى بلغ إلى عشرة ثم قال : فأهل بيت قالوا : فإن كان فيها بيت صالح ، قال : فلوط وأهل بيته قالوا : إن امرأته هواها معهم فكيف يصرف عن أهل قرية لم يتم فيها أهل بيت صالحين ، فلما يئس منهم إبراهيم انصرف وثبتوا إلى أهل سدوم فدخلوا على لوط فلما رأتهم امرأته أعجبها حسنهم وجمالهم فأرسلت إلى أهل القرية أنه قد نزل بنا قوم لم نر قط أحسن منهم ولا أجمل ، فتسامعوا بذلك فغشوا دار لوط من كل ناحية وتسوروا عليهم الجدران فلقيهم لوط فقال : يا قوم لا تفضحوني في ضيفي وأنا أزوجكم بناتي فهن أطهر لكم ، قالوا : لو كنا نريد بناتك لقد عرفنا مكانهن ولكن لا بد لنا من هؤلاء القوم الذين نزلوا بك فخل بيننا وبينهم واسلم منا فضاق به الأمر فقال : ( لو أن [ ص: 97 ]

                                                                                                                                                                                                                                      لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد
                                                                                                                                                                                                                                      ) فوجد عليه الرسل في هذه الكلمة فقالوا : إن ركنك لشديد ( وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ) ومسح أحدهم أعينهم بجناحه فطمس أبصارهم فقالوا : سحرنا انصرفوا بنا حتى نرجع إليهم فغشاهم الليل فكان من أمرهم ما قص الله في القرآن فأدخل ميكائيل وهو صاحب العذاب جناحه حتى بلغ أسفل الأرض ثم حمل قراهم فقلبها عليهم ونزلت حجارة من السماء فتتبعت من لم يكن منهم في القرية حيث كانوا فأهلكهم الله ونجا لوط وأهله إلا امرأته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن يزيد البصري في قوله : ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه ) قال : لم ير لهم أيد فنكرهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : ( نكرهم ) الآية قال : كانوا إذا نزل بهم ضيف فلم يأكل من طعامهم ظنوا أنه لم يأت بخير وأنه يحدث نفسه بشر ثم حدثوه عند ذلك بما جاءوا فيه فضحكت امرأته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن عمرو بن دينار قال : لما تضيفت الملائكة إبراهيم قدم [ ص: 98 ]

                                                                                                                                                                                                                                      لهم العجل فقالوا : لا نأكله إلا بثمن ، قال : فكلوا وأدوا ثمنه ، قالوا : وما ثمنه قال : تسمون الله إذا أكلتم وتحمدونه إذا فرغتم ، قال : فنظر بعضهم إلى بعض فقالوا : لهذا اتخذك الله خليلا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن السدي قال : بعث الله الملائكة لتهلك قوم لوط أقبلت تمشي في صورة رجال شباب حتى نزلوا على إبراهيم فتضيفوه فلما رآهم أجلهم فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فذبحه ثم شواه في الرضف فهو الحنيذ حين شوي وأتاهم فقعد معهم وقامت سارة تخدمهم فذلك حين يقول ( وامرأته قائمة وهو جالس ) في قراءة ابن مسعود " فلما قربه إليهم قال ألا تأكلون " قالوا : يا إبراهيم إنا لا نأكل طعاما إلا بثمن ، قال : فإن لهذا ثمنا ، قالوا : وما ثمنه قال : تذكرون اسم الله على أوله وتحمدونه على آخره ، فنظر جبريل إلى ميكائيل فقال : حق لهذا أن يتخذه ربه خليلا ، ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه ) يقول : لا يأكلون فزع منهم وأوجس منهم خيفة فلما نظرت إليه سارة أنه قد أكرمهم وقامت هي تخدمهم ضحكت وقالت : عجبا لأضيافنا هؤلاء إنا نخدمهم بأنفسنا تكرمة لهم وهم لا يأكلون طعامنا ، قال لها جبريل : أبشري بولد اسمه إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ، فضربت وجهها عجبا فذلك قوله : ( فصكت وجهها ) وقالت ( أألد وأنا عجوز [ ص: 99 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد
                                                                                                                                                                                                                                      ) قالت سارة : ما آية ذلك فأخذ بيده عودا يابسا فلواه بين أصابعه فاهتز أخضر ، فقال إبراهيم : هو لله إذن ذبيحا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن المغيرة قال : في مصحف ابن مسعود وامرأته قائمة وهو جالس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مجاهد ( وامرأته قائمة ) قال : في خدمة أضياف إبراهيم عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة قال : لما أوجس إبراهيم خيفة في نفسه حدثوه عند ذلك بما جاءوا فيه فضحكت امرأته تعجبا مما فيه قوم لوط من الغفلة ومما أتاهم من العذاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس ( فضحكت ) قال : فحاضت وهي بنت ثمان وتسعين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد في قوله : ( فضحكت ) قال : حاضت [ ص: 100 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وكانت ابنة بضع وتسعين سنة وكان إبراهيم ابن مائة سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن عكرمة في قوله : ( فضحكت ) قال : حاضت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن عمر في قوله قال : ( فضحكت ) حاضت . قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      إني لآتي العرس عند طهورها وأهجرها يوما إذا هي ضاحك

                                                                                                                                                                                                                                      .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن الضحاك قال : كان اسم سارة يسارة فلما قال لها جبريل عليه السلام : يا سارة ، قالت : إن اسمي يسارة فكيف تسميني سارة قال الضحاك : يسارة العاقر التي لا تلد وسارة الطالق الرحم التي تلد ، فقال لها جبريل عليه السلام : كنت يسارة لا تحملين فصرت سارة تحملين الولد وترضعينه ، فقالت سارة : يا جبريل نقصت اسمي قال جبريل : إن الله قد وعدك بأن يجعل هذا الحرف في اسم ولد من ولدك في آخر الزمان وذلك أن اسمه عند الله حيى فسماه يحيى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : كان حسن سارة حسن حواء عليها [ ص: 101 ]

                                                                                                                                                                                                                                      السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» عن علي بن أبي طالب أن سارة بنت ملك من الملوك وكانت قد أوتيت حسنا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ( فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) قال : هو ولد الولد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء عن حسان بن الحر قال : كنت عند ابن عباس فجاءه رجل من هذيل فقال له ابن عباس : ما فعل فلان قال : مات وترك أربعة من الولد وثلاثة من الوراء ، فقال ابن عباس : ( فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) قال : ولد الولد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن الأنباري عن الشعبي في قوله : ( ومن وراء إسحاق يعقوب ) قال : ولد الولد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ضمرة بن حبيب ، أن سارة لما بشرها الرسل بإسحاق قال : بينما هي تمشي وتحدثهم حين آنست بالحيضة فحاضت قبل أن [ ص: 102 ]

                                                                                                                                                                                                                                      تحمل بإسحاق فكان من قولها للرسل حين بشروها : قد كنت شابة وكان إبراهيم شابا فلم أحبل فحين كبرت وكبر أألد قالوا : أتعجبين من ذلك يا سارة فإن الله قد صنع بكم ما هو أعظم من ذلك إن الله قد جعل رحمته وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : ( أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا ) قال : وهي يومئذ ابنة سبعين وهو يومئذ ابن تسعين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي مالك في قوله : ( بعلي ) قال : زوجي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن ضرار بن مرة عن شيخ من أهل المسجد قال : بشر إبراهيم بعد سبع عشرة ومائة سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن زيد بن علي قال : قالت سارة لما بشرتها الملائكة عليهم السلام ( يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب ) فقالت الملائكة ترد على سارة ( أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) قال : فهو كقوله : ( وجعلها كلمة باقية في عقبه ) فمحمد صلى الله عليه وسلم وآله من عقب إبراهيم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم والبيهقي في «شعب [ ص: 103 ]

                                                                                                                                                                                                                                      الإيمان» عن عطاء بن أبي رباح في قوله : ( رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) قال : كنت عند ابن عباس إذ جاءه رجل فسلم عليه فقلت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ، فقال ابن عباس : انته إلى ما انتهت إليه الملائكة ثم تلا ( رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن ابن عباس أن سائلا قام على الباب وهو عند ميمونة فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال ابن عباس : انتهوا بالتحية إلى ما قال الله ( رحمت الله وبركاته ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في «الشعب» عن عطاء قال : كنت عند ابن عباس فجاء سائل فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ، فقال ابن عباس : ما هذا السلام وغضب حتى احمرت وجنتاه إن الله حد السلام حدا ثم انتهى ونهى عما وراء ذلك ثم قرأ ( رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في «الشعب» عن ابن عمر ، أن رجلا قال له : سلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته ، فانتهره ابن عمر وقال : حسبك إذا انتهيت إلى وبركاته إلى ما قال الله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 104 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية