الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1878 باب منه

                                                                                                                              وذكره النووي في الباب المتقدم.

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 232 ج 7 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة (في رمضان )، فصام حتى بلغ كراع الغميم، فصام الناس. ثم دعا بقدح من ماء، فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب. فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام. فقال "أولئك العصاة، أولئك العصاة". ]

                                                                                                                              [ ص: 77 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 77 ] (الشرح)

                                                                                                                              ( عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كراع الغميم ) بفتح الغين. وهو (واد ) أمام ( عسفان ) بثمانية أميال، يضاف إليه هذا ( الكراع )، وهو جبل أسود متصل به.

                                                                                                                              (والكراع ): كل أنف سال من جبل، أو حرة.

                                                                                                                              قال النووي : وقد غلط بعض العلماء في فهم هذا الحديث، فتوهم أن ( الكديد ) و(كراع الغميم ): قريب من المدينة. ( وأن قوله: فصام حتى بلغ الكديد وكراع الغميم، كان في اليوم الذي خرج فيه من المدينة، فزعم: أنه خرج من المدينة صائما، فلما بلغ ( كراع الغميم ) في يومه، أفطر في نهار.

                                                                                                                              واستدل به هذا العالم، على أنه: إذا سافر بعد طلوع الفجر صائما، له أن يفطر في يومه.

                                                                                                                              قال: وهذا الاستدلال بهذا الحديث من العجائب الغريبة. لأن ( كراع الغميم والكديد )، على سبع مراحل " أو أكثر "، من المدينة.

                                                                                                                              [ ص: 78 ] ( فصام الناس. ثم دعا بقدح من ماء، فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب. فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام. فقال: "أولئك العصاة، أولئك العصاة ". )

                                                                                                                              هكذا هو مكرر مرتين.

                                                                                                                              قال النووي : وهذا محمول على من تضرر بالصوم أو أنهم أمروا بالفطر أمرا جازما، لمصلحة بيان جوازه، فخالفوا الواجب.

                                                                                                                              وعلى التقديرين: لا يكون الصائم اليوم في السفر عاصيا، إذا لم يتضرر به.

                                                                                                                              ويؤيد التأويل الأول قوله في الرواية الثانية: ( إن الناس قد شق عليهم الصيام ).




                                                                                                                              الخدمات العلمية