الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا إبراهيم بن هشام ، حدثني أبي ، عن جدي ، عن مسلمة بن عبد الملك قال : دخلت على عمر بن عبد العزيز أعوده في مرضه ، فإذا عليه قميص وسخ ، فقلت لفاطمة بنت عبد الملك : يا فاطمة ، اغسلي قميص أمير المؤمنين ، قالت : نفعل إن شاء الله ، ثم عدت فإذا القميص على حاله ، فقلت : يا فاطمة ، ألم آمركم أن تغسلوا قميص أمير المؤمنين ؛ فإن الناس يعودونه ؟ قالت : والله ما له قميص غيره .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا يزيد بن حكيم أبو خالد العسكري ، ثنا سعيد بن مسلمة ، عن أبي [ بشير مولى مسلمة بن عبد الملك ، عن مسلمة ] قال : دخلت على عمر بن عبد العزيز في اليوم الذي مات فيه ، وفاطمة بنت عبد الملك جالسة عند رأسه ، فلما رأتني تحولت وجلست عند رجليه ، وجلست أنا عند رأسه ، فإذا عليه قميص وسخ مخرق الجيب ، فقلت لها : لو أبدلتم هذا القميص ، فسكتت ، ثم أعدت القول عليها مرارا حتى غلظت ، فقالت : والله ما له قميص غيره .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا محمد بن أبي السري ، ثنا محمد بن مروان العجلي ، ثنا عمارة بن أبي حفصة قال : دخلت على عمر في مرضه ، وعليه قميص قد اتسخ وتخرق جيبه ، فدخل مسلمة فقال لأخته فاطمة بنت عبد الملك امرأة عمر : ناوليني قميصا سوى هذا ؛ حتى نلبسه أمير المؤمنين ، فإن الناس يدخلون عليه ، فقال عمر : دعها يا مسلمة ، فما أصبح ولا أمسى لأمير المؤمنين ثوب غير الذي ترى عليه .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني الحكم بن موسى ، ثنا يحيى بن حمزة ، عن سليمان - يعني ابن داود - أن عمر بن عبد العزيز قال لبنيه : لا تتهموا الخازن ، فإني لا أدع إلا أحدا وعشرين دينارا ، [ ص: 259 ] فيها لأهل الدير أجر مساكنهم ، وثمن حقل كانت فيه له ، وموضع قبره ، فإني أعلم أنهم لا يعتملونه .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية