الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              12 - مصعب بن عمير الداري

              ومنهم مصعب بن عمير الداري ، المحب القاري ، المستشهد بأحد . كان أول الدعاة ، وسيد التقاة ، سبق الركب ، وقضى النحب ، ورغب عن التتريف والتسويف ، وغلب عليه الحنين والتخويف .

              وقد قيل : إن التصوف طلب التأنيس في رياض التقديس .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن عمرو بن خالد ، ثنا أبي ، ثنا ابن لهيعة ، عن [ ص: 107 ] أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير ، أن الأنصار لما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ، وأيقنوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته فصدقوه وآمنوا به ، كانوا من أسباب الخير ، وواعدوه الموسم من العام القابل ، فرجعوا إلى قومهم - بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابعث إلينا رجلا من قبلك فيدعو الناس إلى كتاب الله ، فإنه أدنى أن يتبع . فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار ، فنزل بني غنم على أسعد بن زرارة يحدثهم ويقص عليهم القرآن ، فلم يزل مصعب عند سعد بن معاذ يدعو ويهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة ، وأسلم أشرافهم ، وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم ، ورجع مصعب بن عمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يدعى المقرئ .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية