الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          1190 - مسألة :

                                                                                                                                                                                          ومن حلف على إثم ففرض عليه أن لا يفعله ويكفر ، فإن حلف على ما ليس إثما فلا يلزمه ذلك - وقال بعض أصحابنا : يلزمه ذلك إذا رأى غيرها خيرا منها واحتجوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : { فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه } . [ ص: 346 ]

                                                                                                                                                                                          قال أبو محمد : كان هذا احتجاجا صحيحا لولا ما رويناه في " كتاب الصلاة في باب الوتر من { قول القائل للنبي صلى الله عليه وسلم إذ ذكر له الصلوات الخمس فقال : هل علي غيرهن ؟ قال : لا إلا أن تطوع - وقال في صوم رمضان والزكاة كذلك ، والله لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن ؟ فقال عليه السلام : أفلح إن صدق ، دخل الجنة إن صدق } .

                                                                                                                                                                                          ولا شك في أن التطوع بعد الفرض أفضل من ترك التطوع وخير من تركه ، فلم ينكر النبي عليه السلام يمينه تلك ، ولا أمره بأن يأتي الذي هو خير ، بل حسن له ذلك .

                                                                                                                                                                                          فصح أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك إنما هو ندب - وبالله تعالى التوفيق .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية