الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون نزلت بسبب ابن صوريا، كما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما حين قال لرسول الله : (ما جئتنا بشيء نعرفه، وما أنزل عليك من آيات فنتبعك)، وجعلت عطفا على قوله تعالى : قل من كان عدوا إلخ، عطف القصة على القصة، (وما يكفر) عطف على جواب القسم، فإنه كما يصدر باللام يصدر بحرف النفي، والآيات: القرآن، والمعجزات، والإخبار عما خفي، وأخفي في الكتب السابقة، أو الشرائع، والفرائض، أو مجموع ما تقدم كله، والظاهر الإطلاق، والفاسقون المتمردون في الكفر الخارجون عن الحدود، فإن من ليس على تلك الصفات من الكفرة لا يجترئ على الكفر بمثل هاتيك البينات، قال الحسن : إذا استعمل الفسق في نوع من المعاصي وقع على أعظم أفراد ذلك النوع من كفر أو غيره، فإذا قيل : هو فاسق في الشرب، فمعناه هو أكثر ارتكابا له، وإذا قيل: هو فاسق في الزنا، يكون معناه هو أشد ارتكابا له، وأصله من فسقت الرطبة، إذا خرجت من قشرها، واللام إما للعهد لأن سياق الآيات يدل على أن ذلك لليهود، وإما للجنس وهم داخلون كما مر غير مرة،

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية