الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إن الحسنات يذهبن السيئات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ومحمد بن نصر ، وابن مردويه ، عن ابن مسعود في قوله : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) قال : الصلوات الخمس .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 150 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وابن أبي شيبة ومحمد بن نصر ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) قال : الصلوات الخمس ( والباقيات الصالحات ) [ الكهف : 46 ] قال : الصلوات الخمس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن حبان عن ابن مسعود قال : قال رجل : يا رسول الله إني لقيت امرأة في البستان فضممتها إلي وقبلتها وباشرتها وفعلت بها كل شيء إلا أني لم أجامعها فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليه فقال عمر : يا رسول الله أله خاصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل للناس كافة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وابن ماجه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن حبان عن ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له كأنه يسأل عن كفارتها فأنزلت عليه ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ) فقال الرجل : يا رسول الله ألي هذه قال : هي لمن عمل بها من أمتي .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 151 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق وهناد وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان والطبراني ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه والبيهقي في «الشعب» عن ابن مسعود قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني وجدت امرأة في البستان ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها قبلتها ولزمتها ولم أفعل غير ذلك فافعل بي ما شئت فلم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فذهب الرجل فقال عمر : لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه ، فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره فقال ردوه علي ، فردوه فقرأ عليه ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) الآية ، فقال معاذ بن جبل : يا رسول الله أله وحده أم للناس كافة فقال : بل للناس كافة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي وحسنه والبزار ، وابن جرير ، وابن مردويه ، عن أبي اليسر قال أتتني امرأة تبتاع تمرا فقلت : إن في البيت تمرا أطيب منه ، فدخلت معي البيت فأهويت إليها فقبلتها فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له قال : استر على نفسك وتب ، فأتيت عمر فذكرت ذلك له فقال : استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا ، فلم أصبر فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال : أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا حتى تمنى أنه لم يكن أسلم إلا [ ص: 152 ]

                                                                                                                                                                                                                                      تلك الساعة حتى ظن أنه من أهل النار وأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا حتى أوحى الله إليه ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) إلى قوله : ( للذاكرين ) قال أبو اليسر : فأتيته فقرأها علي فقال أصحابه : يا رسول الله ألهذا خاصة أم للناس عامة قال : بل للناس عامة .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي ، وابن خزيمة ، وابن جرير والطبراني ، وابن مردويه ، عن أبي أمامة ، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أقم في حد الله مرة أو مرتين ، فأعرض عنه ثم أقيمت الصلاة فلما فرغ قال أين الرجل قال : أنا ذا ، قال : أتممت الوضوء وصليت معنا آنفا قال : نعم ، قال : فإنك من خطيئتك كما ولدتك أمك فلا تعد وأنزل الله حينئذ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد والترمذي والنسائي ، وابن جرير ، وأبو الشيخ والدارقطني والحاكم وابن مردويه ، عن معاذ بن جبل قال : جاء رجل إلى [ ص: 153 ]

                                                                                                                                                                                                                                      النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما ترى في رجل لقي امرأة لا يعرفها فليس يأتي الرجل من امرأته شيئا إلا أتى منها غير أنه لم يجامعها فأنزل الله ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) الآية ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم توضأ وضوءا حسنا ثم قم فصل ، قال معاذ : فقلت يا رسول الله : أله خاصة أم للمؤمنين عامة قال : للمؤمنين عامة .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وابن المنذر والطبراني ، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن امرأة جاءت تبايعني فأدخلتها فأصبت منها ما دون الجماع فقال : لعلها مغيبة في سبيل الله قال : أجل ، فنزل القرآن ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) الآية ، فقال الرجل : ألي خاصة أم للمؤمنين عامة فضرب عمر في صدره وقال : لا ولا نعمة عين ولكن للمؤمنين عامة ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : صدق عمر هي للمؤمنين عامة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 154 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في «الأوسط» ، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني نلت من امرأة ما دون نفسها فأنزل الله ( وأقم الصلاة ) الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار ، وابن مردويه والبيهقي في «الشعب» عن ابن عباس أن رجلا كان يحب امرأة فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة فأذن له فانطلق في يوم مطير فإذا هو بالمرأة على غدير ماء تغتسل فلما جلس منها مجلس الرجل من المرأة ذهب يحرك ذكره فإذا هو كأنه هدبة فندم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم صل أربع ركعات فأنزل الله ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن بريدة قال جاءت امرأة من الأنصار إلى رجل يبيع التمر بالمدينة وكانت امرأة حسناء جميلة فلما نظر إليها أعجبته وقال : ما أرى عندي ما أرضى لك ها هنا ولكن في البيت حاجتك فانطلقت معه حتى إذا دخلت راودها على نفسها فأبت وجعلت تناشده فأصاب منها من غير أن يكون أفضى إليها فانطلق الرجل وندم على ما صنع حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : ما حملك على ذلك قال : الشيطان ، فقال له : صل معنا ونزل ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) يقول : صلاة الغداة والظهر والعصر ( وزلفا من الليل ) المغرب والعشاء ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) فقال الناس : يا رسول الله لهذا خاصة أم للناس عامة [ ص: 155 ]

                                                                                                                                                                                                                                      قال : بل هي للناس عامة .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن عطاء بن أبي رباح قال : أقبلت امرأة حتى جاءت إنسانا يبيع الدقيق لتبتاع منه فدخل بها البيت فلما خلا بها قبلها فسقط في يده فانطلق إلى أبي بكر فذكر ذلك له فقال : انظر لا تكون امرأة رجل غاز ، فانطلق إلى عمر فذكر ذلك له فقال له مثل ذلك وانطلق أبو بكر وعمر والرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له فقال : أبصر لا تكونن امرأة رجل غاز فبينما هم على ذلك نزل في ذلك ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) قيل لعطاء : المكتوبة هي قال : نعم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن إبراهيم النخعي قال جاء فلان بن معتب رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله دخلت علي امرأة فنلت منها ما ينال الرجل من أهله إلا أني لم أواقعها فلم يدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجيبه حتى نزلت هذه الآية ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن سليمان التيمي قال : ضرب رجل على كفل امرأة ثم أتى أبا بكر وعمر فسألهما عن كفارة ذلك فقال كل منهما : لا أدري ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال لا أدري حتى أنزل الله ( وأقم الصلاة ) [ ص: 156 ]

                                                                                                                                                                                                                                      الآية .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن يزيد بن رومان ، أن رجلا من بني غنم دخلت عليه امرأة فقبلها ووضع يده على دبرها فجاء إلى أبي بكر ثم إلى عمر ثم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية ( وأقم الصلاة ) إلى قوله : ( ذلك ذكرى للذاكرين ) فلم يزل الرجل الذي قبل المرأة يذكر فذلك قوله : ( ذكرى للذاكرين ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، عن يحيى بن جعدة ، أن رجلا أقبل يريد أن يبشر النبي صلى الله عليه وسلم بالمطر فوجد امرأة جالسة على غدير فدفع في صدرها وجلس بين رجليها فصار ذكره مثل الهدبة فقام نادما حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنع فقال له استغفر ربك وصل أربع ركعات وتلا عليه ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطيالسي وأحمد والدارمي ، وابن جرير والطبراني والبغوي في «معجمه» ، وابن مردويه ، عن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ غصنا يابسا من شجرة فهزه حتى تحات ورقه ثم قال : إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما يتحات هذا [ ص: 157 ]

                                                                                                                                                                                                                                      الورق ثم تلا هذه الآية ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير والطبراني ، وابن مردويه ، عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت الصلوات كفارات لما بينهن فإن الله قال : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات كفارات الخطايا واقرءوا إن شئتم ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وابن مردويه ، عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد والبزار وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه بسند صحيح عن عثمان قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثم قال من توضأ وضوئي هذا ثم قام فصلى صلاة الظهر غفر له ما كان بينها وبين صلاة الصبح ثم صلى العصر غفر له ما كان بينها وبين صلاة الظهر ثم صلى المغرب غفر له ما كان بينها وبين صلاة العصر ثم [ ص: 158 ]

                                                                                                                                                                                                                                      صلى العشاء غفر له ما كان بينه وبين صلاة المغرب ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء وهن الحسنات يذهبن السيئات قالوا : هذه الحسنات فما الباقيات يا عثمان قال : هن لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري ومسلم ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهرا يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقي من درنه شيئا قالوا : لا يا رسول الله ، قال : كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الذنوب والخطايا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكنه يمحو السيئ بالحسن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني ، وابن مردويه ، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لم أر شيئا أحسن طلبا ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة [ ص: 159 ]

                                                                                                                                                                                                                                      لسيئة قديمة ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : يا معاذ أتبع السيئة الحسنة تمحها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وابن مردويه والبيهقي في «الأسماء والصفات» عن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله أوصني ، قال : اتق الله إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها ، قلت : يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله قال : هي أفضل الحسنات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو يعلى عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال عبد لا إله إلا الله في ساعة من ليل أو نهار إلا طلست ما في الصحيفة من السيئات حتى تسكن إلى مثلها من الحسنات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله : ما تركت من حاجة ولا داجة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قال : نعم ، قال : فإن هذا يأتي على ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 160 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يعمل الحسنات على إثر السيئات كمثل رجل عليه درع من حديد ضيقة تكاد تخنقه فكلما عمل حسنة فك حتى تنحل عقده كلها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن عبد الله بن مسعود قال : إن الصلوات من الحسنات وكفارة ما بين الأولى إلى العصر صلاة العصر وكفارة ما بين صلاة العصر إلى المغرب صلاة المغرب وكفارة ما بين المغرب إلى العتمة صلاة العتمة ثم يأوي المسلم إلى فراشه لا ذنب له ما اجتنبت الكبائر ثم قرأ ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في «الأوسط» و «الصغير» عن علي قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ننتظر الصلاة فقام رجل فقال : إني أصبت ذنبا فأعرض عنه فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قام الرجل فأعاد القول فقال النبي صلى الله عليه وسلم أليس قد صليت معنا هذه الصلاة وأحسنت لها الطهور قال : بلى ، قال : فإنها كفارة ذنبك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مالك ، وابن حبان عن عثمان بن عفان أنه قال : لأحدثنكم حديثا لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرئ يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي الصلاة إلا غفر الله له ما [ ص: 161 ]

                                                                                                                                                                                                                                      بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها ، قال مالك : أراه يريد هذه الآية ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ) .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن حبان عن واثلة بن الأسقع قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي ، فأعرض عنه ثم قال : يا رسول الله أصبت حدا فأقمه علي ، فأعرض عنه ثم أقيمت الصلاة فلما سلم قال : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل توضأت حين أقبلت قال : نعم ، قال : وصليت معنا قال : نعم ، قال : فاذهب فإن الله قد غفر لك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي ، فلم يسأله عنه وحضرت الصلاة فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى الصلاة قام إليه الرجل فقال : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم في كتاب الله ، قال أليس قد صليت معنا قال : نعم ، قال : فإن الله قد غفر لك ذنبك .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 162 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار وأبو يعلى ومحمد بن نصر ، وابن مردويه ، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار عذب غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فماذا يبقين من درنه قال : ودرنه إثمه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، ومسلم عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فما يبقى من درنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فماذا يبقين من الدرن .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 163 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وابن خزيمة ومحمد بن نصر والطبراني في «الأوسط» والحاكم وصححه والبيهقي في «شعب الإيمان» بسند صحيح عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت سعدا وناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون : كان رجلان أخوان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أحدهما أفضل من الآخر فتوفي الذي هو أفضلهما وعمر الآخر بعده أربعين ليلة ثم توفي فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الأول على الآخر فقال ألم يكن يصلي قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يدريكم ما بلغت به صلاته ثم قال عند ذلك : إنما مثل الصلاة كمثل نهر جار بباب أحدكم غمر عذب يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فماذا ترون يبقى من درنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات الخمس كمثل نهر عذب يجري عند باب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات فماذا يبقى عليه من الدرن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بردة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ ص: 164 ]

                                                                                                                                                                                                                                      ما صليت صلاة إلا وأنا أرجو أن تكون كفارة لما أمامها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد والطبراني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيقوم فيتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي فيحسن الصلاة إلا غفر له ما بينها وبين الصلاة التي كانت قبلها من ذنوبه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار والطبراني عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الصلوات الخمس كفارة لما بينها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت لو أن رجلا كان يعتمل فكان بين منزله ومعتمله خمسة أنهار فإذا أتى معتمله عمل فيه ما شاء الله فأصابه الوسخ أو العرق فكلما مر بنهر اغتسل ما كان ذلك يبقي من درنه فكذلك الصلاة كلما عمل خطيئة ثم صلى صلاة فدعا واستغفر الله غفر الله له ما كان قبلها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في «الأوسط» و «الصغير» عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله تعالى ملكا ينادي عند كل صلاة يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم فأطفئوها .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 165 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في «الكبير» عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يبعث مناد عند حضرة كل صلاة فيقول : يا بني آدم قوموا فأطفئوا عنكم ما أقدتم على أنفسكم فيقومون فيتطهرون ويصلون فيغفر لهم ما بينهما فإذا حضرت العصر فمثل ذلك فإذا حضرت المغرب فمثل ذلك فإذا حضرت العتمة فمثل ذلك فينامون فيغفر لهم فمدلج في خير ومدلج في شر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن أبي أمامة الباهلي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الصلاة المكتوبة تكفر ما قبلها إلى الصلاة الأخرى والجمعة تكفر ما قبلها إلى الجمعة الأخرى وشهر رمضان يكفر ما قبله إلى شهر رمضان والحج يكفر ما قبله إلى الحج .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار والطبراني عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم يصلي وخطاياه مرفوعة على رأسه كلما سجد تحاتت عنه فيفرغ من صلاته وقد تحاتت عنه خطاياه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 166 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في «الأوسط» عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن العبد إذا قام يصلي جمعت ذنوبه على رقبته فإذا ركع تفرقت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في «الأوسط» عن أبي الدرداء سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ما من مسلم يذنب ذنبا فيتوضأ ثم يصلي ركعتين أو أربعا مفروضة أو غير مفروضة ثم يستغفر الله إلا غفر الله له .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان قال : الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنب المقتل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود موقوفا والبزار والطبراني عنه مرفوعا قال الصلوات الحقائق كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال : مثل الصلوات الخمس مثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فماذا يبقين بعد عليه [ ص: 167 ]

                                                                                                                                                                                                                                      من درنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء ، قال مثل الصلوات الخمس مثل رجل على بابه نهر يغتسل منه كل يوم خمس مرات فماذا يبقي ذلك من درنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : تكفير كل لحاء ركعتان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في «الكبير» عن ابن مسعود قال : تحترقون فإذا صلوا الظهر غسلت ثم تحترقون فإذا صلوا العصر غسلت ثم تحترقون فإذا صلوا المغرب غسلت حتى ذكر الصلوات كلهن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في «الأوسط» و «الصغير» عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الصبح غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها ثم تنامون فلا يكتب حتى تستيقظوا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 168 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد في «الزهد» عن أبي عبيدة بن الجراح ، أنه قال : بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات فلو أن أحدكم أخطأ ما بينه وبين السماء والأرض ثم عمل حسنة لعلت فوق سيئاته حتى تقهرهن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن قال : استعينوا على السيئات القديمات بالحسنات الحديثات وإنكم لن تجدوا شيئا أذهب لسيئة قديمة من حسنة حديثة وتصديق ذلك في كتاب الله ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : ( ذلك ذكرى للذاكرين ) قال : هم الذين يذكرون الله في السراء والضراء والشدة والرخاء والعافية والبلاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج قال : لما نزع الذي قبل المرأة تذكر فذلك قوله : ( ذلك ذكرى للذاكرين ) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية