الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب فضل من غدا إلى المسجد ومن راح

                                                                                                                                                                                                        631 حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح [ ص: 174 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 174 ] قوله : ( باب فضل من غدا للمسجد ومن راح ) هكذا للأكثر موافقا للفظ الحديث في الغدو والرواح ، ولأبي ذر بلفظ " خرج " بدل غدا ، وله عن المستملي والسرخسي بلفظ " من يخرج " بصيغة المضارع ، وعلى هذا فالمراد بالغدو الذهاب وبالرواح الرجوع ، والأصل في الغدو المضي من بكرة النهار والرواح بعد الزوال ، ثم قد يستعملان في كل ذهاب ورجوع توسعا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أعد ) أي هيأ .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( نزله ) للكشميهني " نزلا " بالتنكير ، والنزل بضم النون والزاي المكان الذي يهيأ للنزول فيه ، وبسكون الزاي ما يهيأ للقادم من الضيافة ونحوها ، فعلى هذا " من " في قوله من الجنة للتبعيض على الأول وللتبيين على الثاني ، ورواه مسلم وابن خزيمة وأحمد بلفظ " نزلا في الجنة " وهو محتمل للمعنيين .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كلما غدا أو راح ) أي بكل غدوة وروحة . وظاهر الحديث حصول الفضل لمن أتى المسجد مطلقا ، لكن المقصود منه اختصاصه بمن يأتيه للعبادة ، والصلاة رأسها ، والله أعلم .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية