الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 80 ] قوله تعالى : " ولئن أخرنا عنهم العذاب " قال المفسرون : هؤلاء كفار مكة ، والمراد بالأمة المعدودة : الأجل المعلوم ، والمعنى : إلى مجيء أمة وانقراض أخرى قبلها . " ليقولن ما يحبسه " وإنما قالوا ذلك تكذيبا واستهزاء .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " ألا يوم يأتيهم " وقال : " ليس مصروفا عنهم " . وقال بعضهم : لا يصرف عنهم العذاب إذا أتاهم . وقال آخرون : إذا أخذتهم سيوف رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تغمد عنهم حتى يباد أهل الكفر وتعلو كلمة الإخلاص .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " وحاق بهم " قال أبو عبيدة : نزل بهم وأصابهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي قوله : " ما كانوا به يستهزئون " قولان : أحدهما : أنه الرسول والكتاب ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . فيكون المعنى : حاق بهم جزاء استهزائهم . والثاني : أنه العذاب ، كانوا يستهزئون بقولهم : " ما يحبسه " ، وهذا قول مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية