الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك [ ص: 526 ] الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا

                                                                                                                                                                                                قل ادعوا الذين زعمتم من دونه : هم الملائكة، وقيل: عيسى ابن مريم، وعزير، وقيل: نفر من الجن، عبدهم ناس من العرب ثم أسلم الجن ولم يشعروا، أي: ادعوهم فهم لا يستطيعون أن يكشفوا عنكم الضر من مرض أو فقر أو عذاب، ولا أن يحولوه من واحد إلى آخر أو يبدلوه، و "أولئك": مبتدأ، و الذين يدعون : صفته، و يبتغون : خبره، يعني: أن آلهتهم أولئك يبتغون الوسيلة وهي القربة إلى الله تعالى، و "أيهم": بدل من واو يبتغون، وأي: موصولة، أي: يبتغي من هو أقرب منهم وأزلف الوسيلة إلى الله، فكيف بغير الأقرب، أو ضمن يبتغون الوسيلة معنى: يحرصون، فكأنه قيل: يحرصون أيهم يكون أقرب إلى الله، وذلك بالطاعة وازدياد الخير والصلاح، ويرجون، ويخافون، كما غيرهم من عباد الله فكيف يزعمون أنهم آلهة ؟ ، إن عذاب ربك كان : حقيقا بأن يحذره كل أحد من ملك مقرب ونبي مرسل، فضلا عن غيرهم.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية