الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (33) قوله تعالى : كذلك حقت : الكاف في محل نصب نعتا لمصدر محذوف ، والإشارة بـ " ذلك " إلى المصدر المفهوم من " تصرفون " ، [ ص: 196 ] أي : مثل صرفهم عن الحق بعد الإقرار به في قوله تعالى : فسيقولون الله . وقيل إشارة إلى الحق . قال الزمخشري : " كذلك : مثل ذلك الحق حقت كلمة ربك " .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : أنهم لا يؤمنون ، فيه أربعة أوجه ، أحدها : أنها في محل رفع بدلا من " كلمة " ، أي : حق عليهم انتفاء الإيمان . الثاني : أنها في محل رفع خبرا لمبتدأ محذوف ، أي : الأمر عدم إيمانهم . الثالث : أنها في محل نصب بعد إسقاط الحرف الجار . الرابع : أنها في محل جر على إعماله محذوفا إذ الأصل : لأنهم لا يؤمنون . قال الزمخشري : " أو أراد بالكلمة العدة بالعذاب ، و أنهم لا يؤمنون تعليل ، أي : لأنهم " .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو عمرو وابن كثير والكوفيون " كلمة " بالإفراد ، وكذا في آخر السورة . وقد تقدم ذلك في الأنعام . وقرأ ابن أبي عبلة أنهم لا يؤمنون بكسر " إن " على الاستئناف وفيها معنى التعليل ، وهذه مقوية للوجه الصائر إلى التعليل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية