الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1957 باب صيام شعبان

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير "رمضان"، واستحباب أن لا يخلي شهرا من صوم ).

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 37 ج 8 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي سلمة قال: سألت عائشة (رضي الله عنها )، عن صيام [ ص: 122 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان يصوم حتى نقول: قد صام. ويفطر حتى نقول: قد أفطر. ولم أره صائما من شهر قط، أكثر من صيامه من (شعبان ). كان يصوم شعبان كله. كان يصوم شعبان إلا قليلا. ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              الثاني تفسير للأول.

                                                                                                                              وفي رواية: (ما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان ).

                                                                                                                              وفيهما: أنه يستحب أن لا يخلي شهرا من صيام.

                                                                                                                              وأن صوم النفل غير مختص بزمان معين. بل كل السنة صالحة له، إلا رمضان والعيد والتشريق.

                                                                                                                              ومعنى قولها: ( كله ): غالبه.

                                                                                                                              وقيل: كان يصوم كله في وقت. ويصوم بعضه في سنة أخرى.

                                                                                                                              وقيل: كان يصوم تارة من أوله، وتارة من آخره، وتارة بينهما.

                                                                                                                              وما يخلي منه شيئا بلا صيام. لكن في سنين.

                                                                                                                              وقيل في تخصيص (شعبان ) بكثرة الصوم: أن أعمال العباد ترفع فيه. وقيل: غير ذلك.

                                                                                                                              [ ص: 123 ] ولا يقال: إن أفضل الصوم بعد (رمضان ) صوم المحرم. فكيف أكثر منه في (شعبان ) دون المحرم ؟

                                                                                                                              لأن الجواب: لعله لم يعلم فضل المحرم. إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه.

                                                                                                                              أو لعله كان يعرض فيه أعذار، تمنع من إكثار الصوم فيه ؛ كسفر ومرض وغيرهما.

                                                                                                                              قال العلماء: وإنما لم يستكمل غير (رمضان ) لئلا يظن وجوبه.




                                                                                                                              الخدمات العلمية