الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم شرع في بيان مكروهاته فقال ( وكره ) للمعتكف ( أكله خارج المسجد ) يعني بفنائه أو رحبته الخارجة عنه فإن أكل خارجا عن ذلك بطل ( و ) كره ( اعتكافه ) [ ص: 548 ] ( غير مكفي ) بفتح فسكون فكسر الفاء وتشديد الياء بوزن مرمي اسم مفعول من الكفاية أصله مكفوي فيندب له أن يحصل ما يحتاج له من مأكل ومشرب وملبس فإن اعتكف غير مكفي جاز له أن يخرج لشراء طعام ونحوه ولا يتجاوز أقرب مكان وإلا فسد اعتكافه كاشتغاله خارجه بشيء من قضاء دين وتحدث مع أحد ونحو ذلك

التالي السابق


( قوله وكره أكله خارج المسجد ) حاصله أنه يستحب للمعتكف أن يأكل في المسجد أو في صحنه أو في المنارة ويكره أكله خارج المسجد بالقرب منه كفنائه أي قدام بابه ورحبته ، وهي ما زيد بالقرب منه لتوسعته ، وأما أكله خارجا عما يكره أكله فيه فهو مبطل للاعتكاف وهذا التفصيل هو ظاهر المدونة والمجموعة والذي للباجي البطلان بالخروج من المسجد وأطلق كما في المواق ويمكن أن يحمل الإطلاق في كلامه على التفصيل الذي ذكره في المدونة وظاهر المصنف كالمدونة كراهة الأكل خارجه ولو خف الأكل وعدم كراهة الشرب خارجه ، وهو كذلك .

[ ص: 548 ] قوله غير مكفي ) أي ليس معه ما يكفيه من المأكل والمشرب وظاهره ولو وجد من يكفيه ذلك بأجرة أو مجانا لما قيل :

ما حك جسمك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك

وفي المدونة ما لم يجد كافيا وعليه إذا وجد كافيا وخرج لشراء ما يحتاجه هل يبطل أم لا انظره ( قوله أصله مكفوي ) فقلبت الواو ياء لاجتماعها مع الياء وسبق إحداهما بالسكون وأدغمت الياء في الياء وقلبت الضمة التي قبل الياء كسرة لأجل أن تصح ( قوله فإن اعتكف غير مكفي ) أي مرتكبا للكراهة ( قوله ولا يتجاوز أقرب مكان ) أي إذا تعددت الأسواق في البلد ( قوله كاشتغاله ) أي كما يفسد إذا خرج لقضاء حاجة فاشتغل خارجه بشيء إلخ وذلك ; لأن اشتغاله بما ذكر يخرجه من عمل الاعتكاف والحال أن حرمة الاعتكاف عليه




الخدمات العلمية