الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( والجار الجنب )

قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم معنى ذلك والجار البعيد الذي لا قرابة بينك وبينه

ذكر من قال ذلك [ ص: 338 ]

9447 - حدثني المثنى قال حدثنا أبو صالح قال حدثني معاوية عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : والجار الجنب " الذي ليس بينك وبينه قرابة

9448 - حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس : والجار الجنب " يعني الجار من قوم جنب

9449 - حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة : والجار الجنب : الذي ليس بينهما قرابة وهو جار فله حق الجوار

9450 - حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا أحمد بن المفضل قال حدثنا أسباط ، عن السدي : والجار الجنب : الجار الغريب يكون من القوم

9451 - حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة وابن أبي نجيح عن مجاهد : والجار الجنب : جارك من قوم آخرين .

9452 - حدثني المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : والجار الجنب : جارك لا قرابة بينك وبينه البعيد في النسب وهو جار

9453 - حدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي عن إسرائيل عن جابر عن عكرمة ومجاهد في قوله والجار الجنب قال المجانب

9454 - حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله والجار الجنب : الذي ليس بينك وبينه رحم ولا قرابة . [ ص: 339 ]

9455 - حدثني يحيى بن أبي طالب قال حدثنا يزيد قال أخبرنا جويبر عن الضحاك : والجار الجنب قال من قوم آخرين .

وقال آخرون هو الجار المشرك .

ذكر من قال ذلك :

9456 - حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن نوف الشامي : والجار الجنب قال اليهودي والنصراني .

قال أبو جعفر : وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال معنى الجنب في هذا الموضع الغريب البعيد مسلما كان أو مشركا يهوديا كان أو نصرانيا لما بينا قبل من أن الجار ذي القربى هو الجار ذو القرابة والرحم والواجب أن يكون الجار ذو الجنابة الجار البعيد ليكون ذلك وصية بجميع أصناف الجيران قريبهم وبعيدهم .

وبعد : فإن الجنب في كلام العرب : البعيد كما قال أعشى بني قيس


أتيت حريثا زائرا عن جنابة فكان حريث في عطائي جامدا

[ ص: 340 ]

يعني بقوله عن جنابة عن بعد وغربة ومنه قيل اجتنب فلان فلانا إذا بعد منه وتجنبه وجنبه خيره إذا منعه إياه ومنه قيل للجنب جنب لاعتزاله الصلاة حتى يغتسل

فمعنى ذلك والجار المجانب للقرابة .

التالي السابق


الخدمات العلمية