الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
حكم الترجمة الحرفية

ولهذا لا يجد المرء أدنى شبهة في حرمة ترجمة القرآن ترجمة حرفية . فالقرآن كلام الله المنزل على رسوله المعجز بألفاظه ومعانيه المتعبد بتلاوته ، ولا يقول أحد [ ص: 308 ] من الناس إن الكلمة من القرآن إذا ترجمت يقال فيها إنها كلام الله ، فإن الله لم يتكلم إلا بما تتلوه بالعربية ، ولن يتأتى الإعجاز بالترجمة ; لأن الإعجاز خاص بما أنزل باللغة العربية - والذي يتعبد بتلاوته هو ذلك القرآن العربي المبين بألفاظه وحروفه وترتيب كلماته .

فترجمة القرآن الحرفية على هذا مهما كان المترجم على دراية باللغات وأساليبها وتراكيبها تخرج القرآن عن أن يكون قرآنا .

الترجمة المعنوية

القرآن الكريم -وكذا كل كلام عربي بليغ- له معان أصليه ، ومعان ثانوية .

والمراد بالمعاني الأصلية المعاني التي يستوي في فهمها كل من عرف مدلولات الألفاظ المفردة وعرف وجوه تراكيبها معرفة إجمالية .

والمراد بالمعاني الثانوية خواص النظم التي يرتفع بها شأن الكلام ، وبها كان القرآن معجزا .

فالمعنى الأصلي لبعض الآيات قد يوافق فيه منثور كلام العرب أو منظومه ، ولا تمس هذه الموافقة إعجاز القرآن ، فإن إعجازه ببديع نظمه وروعة بيانه ، أي بالمعنى الثانوي . وإياه عنى الزمخشري في كشافه بقوله : " إن في كلام العرب -خصوصا القرآن- من لطائف المعاني ما لا يستقل بأدائه لسان " .

"

التالي السابق


الخدمات العلمية