الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن الحوادث [ذهاب السبعين إلى الطور يعتذرون من عبادة العجل]

إن موسى أخذ من أصحابه جماعة ومضى إلى الطور يعتذرون من عبادة العجل .

قال ابن إسحاق: اختار سبعين ، وقال: انطلقوا فتوبوا مما صنعتم ، وسلوه التوبة على من خلفتم من قومكم ، صوموا وتطهروا وطهروا ثيابكم ، فخرج إلى طور سيناء [ ص: 351 ] لميقات وقته له ربه ، فلما وصلوا قال لموسى: اطلب لنا أن نسمع كلام ربنا ، فذكر قوم من علماء السير أنهم سمعوا كلام الله من الله ، وليس هذا بصحيح ، وأي خير يبقى لموسى ، وإنما هلك القوم؛ لأنهم قالوا: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة [2: 55] فصعقوا وماتوا ، فقام موسى يسأل ربه ، ويقول: رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي [7: 155] ، فرد الله إليهم أرواحهم ، فسألوا التوبة لبني إسرائيل من عبادة العجل ، فقيل: لا ، إلا أن تقتلوا أنفسكم .

وقد ذكرنا أن السبعين إنما اعتذروا بعد توبة من تاب ، وقتلهم أنفسهم ، وهذا قول السدي .

التالي السابق


الخدمات العلمية