الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد

                                                                                                                                                                                                                                        وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا حلفوا على أن يكون أحد الأمرين ، إما إخراجهم للرسل أو عودهم إلى ملتهم ، وهو بمعنى الصيرورة لأنهم لم يكونوا على ملتهم قط ، ويجوز أن يكون الخطاب لكل رسول ومن آمن معه فغلبوا الجماعة على الواحد . فأوحى إليهم ربهم أي إلى رسلهم . لنهلكن الظالمين على إضمار القول ، أو إجراء الإيحاء مجراه لأنه نوع منه .

                                                                                                                                                                                                                                        ولنسكننكم الأرض من بعدهم أي أرضهم وديارهم كقوله تعالى : وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها . وقرئ « ليهلكن » « وليسكننكم » بالياء اعتبارا لأوحى كقولك : أقسم زيد ليخرجن . ذلك إشارة إلى الموحى به وهو إهلاك الظالمين وإسكان المؤمنين . لمن خاف مقامي موقفي وهو الموقف الذي يقيم فيه العباد للحكومة يوم القيامة ، أو قيامي عليه وحفظي لأعماله وقيل المقام مقحم .

                                                                                                                                                                                                                                        وخاف وعيد أي وعيدي بالعذاب أو عذابي الموعود للكفار .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية