الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية التاسعة عشرة قوله تعالى { وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين } .

                                                                                                                                                                                                              فيها أربع مسائل : [ ص: 501 ]

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : قال الله تعالى : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله } إلى قوله : { من الذين أوتوا الكتاب } .

                                                                                                                                                                                                              وقال هاهنا : { قاتلوا المشركين كافة } : يعني محيطين بهم من كل جهة وحالة ، فمنعهم ذلك من الاسترسال .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : قوله تعالى { كافة } : مصدر حال ، ووزنه فاعلة ، وهو غريب في المصادر ، كالعافية والعاقبة ، اشتق من كفة الشيء ، وهو حرفه الذي لا يبقى بعده زيادة عليه ، ومثله عامة وخاصة ، ولا يثنى شيء من ذلك ولا يجمع .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة : قال الطبري : معناه مؤتلفين غير مختلفين ، فرد ذلك إلى الاعتقاد ، ولا يمتنع أن يرجع إلى الفعل والاعتقاد .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة : قوله تعالى { واعلموا أن الله مع المتقين } : يعني بالنصر وعدا مربوطا بالتقوى ، فإنما تنصرون بأعمالكم ، وقد تقدم بيانه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية