الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ثم زادهم من البرهان؛ فقال: وفي الأرض قطع متجاورات ؛ يروى في التفسير أنها تتجاور؛ بعضها عامر؛ وبعضها غير عامر؛ وكذا في التفسير أيضا أن معناه: "قطع متجاورات"؛ وجنات من أعناب ؛ الأجود رفع "جنات"؛ المعنى: "وفي الأرض قطع متجاورات؛ وبينها جنات".

                                                                                                                                                                                                                                        ويجوز النصب في "جنات"؛ ويقرأ "وجنات من أعناب"؛ المعنى: "جعل فيها رواسي؛ وجعل فيها جنات من أعناب"؛ ويجوز أن يكون "وجنات"؛ خفضا؛ ويكون نسقا على "كل"؛ المعنى: "ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين؛ [ ص: 138 ] ومن جنات من أعناب"؛ وزرع ؛ فأما "وزرع"؛ فيجوز فيه الرفع؛ والخفض؛ وكذلك صنوان وغير صنوان ؛ و"الصنوان": جمع "صنو"؛ و"صنو"؛ ومعنى "الصنوان": أن يكون الأصل واحدا؛ وفيه النخلتان؛ والثلاث؛ والأكثر.

                                                                                                                                                                                                                                        ويجوز في جمع "صنو"؛ "أصناء"؛ مثل "عدل"؛ و"أعدال"؛ وكذلك "صنو"؛ فإذا كثرت فهي "الصني"؛ و"الصني"؛ يسقى بماء واحد ؛ ويجوز "تسقى"؛ بالتاء؛ بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل ؛ و"الأكل": الثمر الذي يؤكل.

                                                                                                                                                                                                                                        ويجوز؛ "ويفضل بعضها على بعض"؛ لأنه جرى ذكر الله؛ فالمعنى: "يفضل الله"؛ وكذلك إذا قال: "ونفضل"؛ بالنون؛ لأن الإخبار عن الله بلفظ الجماعة؛ كما قال: إنا نحن نحيي ونميت ؛ وهذا خوطب به العرب؛ لأنهم يستعملون فيمن يبجلونه لفظ الجماعة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية