الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا إبراهيم ، حدثني أبي ، عن جدي قال : كان عمر بن عبد العزيز لا يحمل على البريد إلا في حاجة المسلمين ، وكتب إلى عامل له يشتري له عسلا ولا يسخر فيه شيئا ، وأن عامله حمله على مركبة من البريد ، فلما أتى قال : على ما حمله ؟ قالوا : على البريد ، فأمر بذلك العسل [ ص: 294 ] فبيع وجعل ثمنه في بيت مال المسلمين ، وقال : أفسدت علينا عسلك .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا عبد الأعلى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ، عن خالد بن أبي الصلت ، قال : أتي عمر بن عبد العزيز بماء قد سخن في فحم الإمارة ، فكرهه ولم يتوضأ به .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا إسماعيل بن موسى السدي ، ثنا أبو المليح ، عن ميمون بن مهران ، قال : أهدي إلى عمر بن عبد العزيز تفاح وفاكهة ، فردها ، وقال : لا أعلمن أنكم قد بعثتم إلى أحد من أهل عملي بشيء ، قيل له : ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ؟ قال : بلى ولكنها لنا ولمن بعدنا رشوة .

              حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا الهيثم بن خارجة ، ثنا إسماعيل ، عن عمرو بن مهاجر قال : اشتهى عمر تفاحا ، فقال : لو أن عندنا شيئا من تفاح فإنه طيب ؟ فقام رجل من أهله فأهدى إليه تفاحا ، فلما جاء به الرسول قال : ما أطيبه وأطيب ريحه وأحسنه ، ارفع يا غلام واقرأ على فلان السلام ، وقل له : إن هديتك قد وقعت عندنا بحيث تحب ، قال عمرو بن مهاجر : فقلت له : يا أمير المؤمنين ، ابن عمك رجل من أهل بيتك ، وقد بلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، قال : إن الهدية كانت للنبي صلى الله عليه وسلم هدية ، وهي لنا رشوة .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية