الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (57) قوله تعالى : من ربكم : يجوز أن تكون " من " لابتداء الغاية فتتعلق حينئذ بـ " جاءتكم " ، وابتداء الغاية مجاز ، ويجوز أن تكون للتبعيض فتتعلق بمحذوف على أنها صفة لموعظة أي : موعظة كائنة من مواعظ ربكم . وقوله : موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة من باب ما عطف فيه الصفات بعضها على بعض أي : قد جاءتكم موعظة جامعة لهذه الأشياء كلها .

                                                                                                                                                                                                                                      و " شفاء " في الأصل مصدر جعل وصفا مبالغة ، أو هو اسم لما يشفى به أي : يداوى ، فهو كالدواء لما يداوى . و لما في الصدور يجوز أن يكون [ ص: 223 ] صفة لـ " شفاء " فيتعلق بمحذوف ، وأن تكون اللام زائدة في المفعول ؛ لأن العامل فرع إذا قلنا بأنه مصدر . وقوله : " للمؤمنين " محتمل لهذين الوجهين وهو من التنازع ؛ لأن كلا من الهدى والرحمة يطلبه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية