الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " وتلك عاد " يعني القبيلة . " وعصوا رسله " لقائل أن يقول : إنما أرسل إليهم هود وحده ، فكيف ذكر بلفظ الجمع ؟

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 121 ] فالجواب من ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : أنه قد يذكر لفظ الجمع ويراد به الواحد ، كقوله : أم يحسدون الناس [النساء :54] والمراد به النبي صلى الله عليه وسلم وحده .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أن من كذب رسولا واحدا فقد كذب الكل .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : أن كل مرة ينذرهم فيها هي رسالة مجددة وهو بها رسول .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " واتبعوا " أي : واتبع الأتباع أمر الرؤساء .

                                                                                                                                                                                                                                      والجبار : الذي طال وفات اليد .

                                                                                                                                                                                                                                      وللعلماء في الجبار أربعة أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : أنه الذي يقتل على الغضب ويعاقب على الغضب ، قاله الكلبي .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أنه الذي يجبر الناس على ما يريد ، قاله الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : أنه المسلط .

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع : أنه العظيم في نفسه ، المتكبر على العباد ، ذكرهما ابن الأنباري . والذي ذكرناه يجمع هذه الأقوال ، وقد زدنا هذا شرحا في [المائدة :22] .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما العنيد : فهو الذي لا يقبل الحق . قال ابن قتيبة : العنود ، والعنيد ، والعاند : المعارض لك بالخلاف عليك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية