الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم

                                                                                                                                                                                                                                      40- إلا تنصروه أي: النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد نصره الله إذ حين أخرجه الذين كفروا من مكة أي ألجأوه إلى الخروج لما أرادوا قتله أو حبسه أو نفيه بدار الندوة ثاني اثنين حال أي: أحد اثنين والآخر أبو بكر ، المعنى نصره الله في مثل تلك الحالة فلا يخذله في غيرها إذ بدل من إذ قبله هما في الغار نقب في جبل ثور إذ بدل ثان يقول لصاحبه أبي بكر وقد قال له لما رأى أقدام المشركين: لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا لا تحزن إن الله معنا بنصره فأنزل الله سكينته طمأنينته عليه قيل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل على أبي بكر وأيده أي: النبي - صلى الله عليه وسلم - بجنود لم تروها ملائكة في الغار ومواطن قتاله وجعل كلمة الذين كفروا أي: دعوة الشرك السفلى المغلوبة وكلمة الله أي: كلمة الشهادة هي العليا الظاهرة الغالبة والله عزيز في ملكه حكيم في صنعه

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 194 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية