الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء ؛ جاء في التفسير: "دعوة الحق": "شهادة أن لا إله إلا الله" ؛ وجائز - والله أعلم - أن تكون "دعوة الحق"؛ أنه من دعا الله موحدا؛ استجيب له دعاؤه .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 144 ] والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء ؛ ثم بين الله - عز وجل - كيف استجابة الأصنام؛ لأنهم دعوا الأصنام من دون الله؛ فقال: إلا كباسط كفيه إلى الماء ؛ إلا كما يستجاب الذي يبسط كفيه إلى الماء؛ يدعو الماء إلى فيه؛ والماء لا يستجيب؛ فأعلم الله - عز وجل - أن دعاءهم الأصنام كدعاء العطشان الماء إلى بلوغ فيه؛ وما هو ببالغه ؛ وقال بعضهم: إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه ؛ كإنسان على شفير بئر يدعو الماء من قرار البئر؛ ليبلغ فاه؛ والتفسيران واحد.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية