الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1962 باب: أفضل الصيام صيام (داود )، صوم يوم وإفطار يوم

                                                                                                                              وذكره النووي في الباب المتقدم.

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 46 ج8 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحب الصيام إلى الله صيام (داود )، وأحب الصلاة إلى الله صلاة (داود ) عليه السلام، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه. وكان يصوم يوما ويفطر يوما" ].

                                                                                                                              وفي رواية أخرى طويلة: ( قال: "صم يوما وأفطر يوما، وذلك صيام داود عليه السلام. وهو أعدل الصيام ". قال: قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أفضل من ذلك ". )

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قال النووي : قال المتولي وغيره: هو أفضل من ( السرد )، لظاهر الحديث.

                                                                                                                              وفي كلام غيره: إشارة إلى تفضيل ( السرد ). وتخصيص هذا الحديث بابن عمرو ومن في معناه.

                                                                                                                              [ ص: 159 ] وتقديره: ( لا أفضل من هذا في حقك ).

                                                                                                                              قال: ويؤيد هذا: أنه صلى الله عليه وسلم لم ينه حمزة بن عمرو عن السرد. وأرشده إلى يوم ويوم.

                                                                                                                              ولو كان أفضل في حق كل الناس، لأرشده إليه وبينه، فإن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز. انتهى.

                                                                                                                              قلت: الراجح ما هو في هذا الحديث، من أفضلية صيام داود ( عليه السلام ). ولا دليل على تخصيص هذا بابن عمرو.

                                                                                                                              والسرد لا يختص بصيام الدهر، بل يصدق على صيام متتابع، وإن كان أياما معدودة. فلا ينتهض للحجة.




                                                                                                                              الخدمات العلمية