الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (77) قوله تعالى : أتقولون : في معمول هذا القول وجهان ، أحدهما : أنه مذكور ، وهو الجملة من قوله : " أسحر هذا " إلى آخره ، كأنهم قالوا : أجئتما بالسحر تطلبان به الفلاح ولا يفلح الساحرون ، كقول موسى - على - نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء أفضل الصلاة والسلام - للسحرة : ما جئتم به السحر إن الله سيبطله . والثاني : أن معموله محذوف ، وهو مدلول عليه بما تقدم ذكره ، وهو : إن هذا لسحر مبين . ومعمول القول يحذف للدلالة عليه كثيرا ، كما يحذف نفس القول كثيرا ، [ ص: 247 ] ومثل الآية في حذف المقول قول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      2616 - لنحن الألى قلتم فأنى ملئتم برؤيتنا قبل اهتمام بكم رعبا

                                                                                                                                                                                                                                      وفي كتاب سيبويه : " متى رأيت أو قلت زيدا منطلقا " على إعمال الأول ، وحذف معمول القول ، ويجوز إعمال القول بمعنى الحكاية به فيقال : " متى رأيت أو قلت زيد منطلق " ، وقيل : القول في الآية بمعنى العيب والطعن ، والمعنى : أتعيبون الحق وتطعنون فيه ، وكان من حقكم تعظيمه والإذعان له من قولهم : " فلان يخاف القالة " ، و " بين الناس تقاول " ، إذا قال بعضهم لبعض ما يسوءه ، ونحو القول الذكر في قوله : سمعنا فتى يذكرهم وكل هذا ملخص من كلام الزمخشري .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية