الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا

                                                                                                                                                                                                وزدناهم هدى : بالتوفيق والتثبيت، وربطنا على قلوبهم : وقويناها بالصبر على هجر الأوطان والنعيم، والفرار بالدين إلى بعض الغيران، وجسرناهم على القيام بكلمة الحق والتظاهر بالإسلام، إذ قاموا : بين يدي الجبار وهو دقيانوس، من غير مبالاة به حين عاتبهم على ترك عبادة الصنم، ( فقالوا ربنا رب السماوات والأرض ...... شططا ) : قولا ذا شطط، وهو الإفراط في الظلم والإبعاد فيه، من شط: إذا بعد، ومنه: أشط في السوم وفي غيره، "هؤلاء": مبتدأ، و "قومنا": عطف بيان، "واتخذوا": خبر، وهو إخبار في معنى: إنكار، لولا يأتون عليهم : هلا يأتون على عبادتهم، فحذف المضاف، بسلطان بين : وهو تبكيت; لأن الإتيان بالسلطان على عبادة الأوثان محال، وهو دليل على فساد التقليد، وأنه لا بد في الدين من الحجة حتى يصح ويثبت، افترى على الله كذبا : بنسبة الشريك إليه.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية