الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2008 باب الاجتهاد في العشر الأواخر

                                                                                                                              وهو في النووي في الباب المتقدم.

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 70 ج 8 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيى الليل، وأيقظ أهله، وجد، وشد المئزر، . ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              ( عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيى الليل ).

                                                                                                                              أي: استغرقه بالسهر، في الصلاة وغيرها.

                                                                                                                              [ ص: 176 ] ( وأيقظ أهله ) أي: للصلاة في الليل.

                                                                                                                              ( وجد ) في العبادة.

                                                                                                                              ( وشد المئزر ).

                                                                                                                              وفي رواية: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره ).

                                                                                                                              واختلف أهل العلم في معنى: (شد المئزر ).

                                                                                                                              فقيل: هو الاجتهاد في العبادات، زيادة على عادته صلى الله عليه وسلم في غيره.

                                                                                                                              ومعناه: التشمير في العبادات. يقال: شددت لهذا الأمر مئزري.

                                                                                                                              أي: تشمرت له وتفرغت.

                                                                                                                              وقيل: هو كناية عن اعتزال النساء للاشتغال بالعبادات.

                                                                                                                              ( والمئزر ) بكسر الميم، مهموز. وهو الإزار.

                                                                                                                              قال النووي : ففي هذا الحديث: أنه يستحب أن يزاد من العبادات، في العشر الأواخر من رمضان، واستحباب إحياء لياليه بالعبادات.

                                                                                                                              وأما قول أصحابنا: يكره قيام الليل كله، فمعناه: الدوام عليه. ولم يقولوا بكراهة ليلة، وليلتين، والعشر. ولهذا اتفقوا على استحباب إحياء ليلتي العيدين، وغير ذلك. انتهى.

                                                                                                                              قلت: والمراد: إحياء أكثر الليل، لا كله. فإن الأكثر له حكم الكل.

                                                                                                                              [ ص: 177 ]



                                                                                                                              الخدمات العلمية