الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 237 ] ثم دخلت سنة تسع عشرة ومائتين

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها ظهر محمد بن القاسم بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بالطالقان من خراسان يدعو إلى الرضا من آل محمد ، واجتمع عليه خلق كثير ، وقاتله قواد عبد الله بن طاهر مرات متعددة ، ثم ظهروا عليه وهرب فأخذ ثم بعث به إلى عبد الله بن طاهر ، فبعث به إلى المعتصم ، فدخل عليه في المنتصف من ربيع الآخر من هذه السنة ، فأمر به فحبس في مكان ضيق طوله ثلاثة أذرع في ذراعين ، فمكث فيه ثلاثا ، ثم حول إلى أوسع منه وأجري عليه رزق من يخدمه ، فلم يزل محبوسا هنالك إلى ليلة عيد الفطر ، فاشتغل الناس بالعيد فدلي له حبل من كوة كان يأتيه الضوء منها فذهب فلم يدر كيف ذهب ، وإلى أين صار من الأرض .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى دخل إسحاق بن إبراهيم إلى بغداد راجعا من قتال الخرمية ، ومعه الأسرى منهم ، وقد قتل في حربه هذا من الخرمية مائة ألف مقاتل منهم ، ولله الحمد والمنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها بعث المعتصم عجيفا في جيش كثيف لقتال الزط الذين عاثوا في بلاد [ ص: 238 ] البصرة وقطعوا الطريق ونهبوا الغلات ، فمكث في قتالهم تسعة أشهر فقهرهم وقمع شرهم ، وأباد خضراءهم ، وكان القائم بأمرهم رجل يقال له محمد بن عثمان ، ومعه آخر يقال له : سملق ، وهو داهيتهم ، وشيطانهم ، فأراح الله المسلمين منهم ومن شره .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية