الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 182 ] [ ص: 183 ] مالك ، عن العلاء بن عبد الرحمن .

وهو العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة ، والحرقة امرأة من جهينة ، وهي فخذ من أفخاذ جهينة ينسب إليه الحرقيون .

روى عنه جماعة من الأئمة ، منهم مالك ، وشعبة ، والثوري ، وابن عيينة ، وهو من تابعي أهل المدينة ، سمع أنس بن مالك . كان ابن معين لا يرضاه ، وليس قوله فيه بشيء . قال أحمد بن زهير : سمعت يحيى بن معين يقول : العلاء بن عبد الرحمن ليس بذاك . قال : وسمعت يحيى بن معين يقول : لم يزل الناس يتقون حديث العلاء بن عبد الرحمن .

قال أبو عمر :

ليت شعري من الناس الذين كانوا يتقون حديثه ؟ وقد حدث عنه هؤلاء الأئمة الجلة وجماعة غيرهم كثيرة ؟ وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : العلاء بن عبد الرحمن ثقة . والعلاء من التابعين بإدراكه أنس بن مالك ، وأبوه من التابعين أدرك أبا هريرة ، وأبا سعيد ، وجده يعقوب أدرك عمر بن الخطاب ، فهو من كبار التابعين .

وذكر ابن إسحاق ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، وإسماعيل بن جعفر ، وغيرهم ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، ومعنى حديثهم واحد دخل بعضه في بعض أن يعقوب أباه كان مكاتبا لأوس بن الحدثان النصري ، فتزوج جده مولاة [ ص: 184 ] لرجل من الحرقة ، فولدت له عبد الرحمن أبا العلاء هذا ، ثم إن يعقوب قضى كتابته بعدما ولد عبد الرحمن فقدم الحرقي فأخذ بيد عبد الرحمن فقال : مولاي ، وقال النصري : مولاي . فارتفعا إلى عثمان بن عفان فقضى عثمان بأن الولاء للحرقي ، وأن ما ولدت أم عبد الرحمن ، ويعقوب مكاتب فهو للحرقي وما ولدت بعد عتقه وأداء كتابته ، فهو لأوس بن الحدثان النصري ، وروى الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي النضر ، عن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة معنى ما تقدم من ولاء يعقوب ، وامرأته ، إلا أنه جعل مكان الكتابة تدبيرا .

قال أبو عمر :

لمالك ، عن العلاء بن عبد الرحمن عشرة أحاديث مرفوعة ، أحدها مقطوع ، وتوفي العلاء في خلافة أبي جعفر سنة تسع وثلاثين ومائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية