الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما بين أن حلفهم هذا إنما هو لكراهة الخزي عند المؤمنين وبين من هو الأحق بأن يرضوه، أقام الدليل على ذلك في استفهام إنكار وتوبيخ مبينا أنهم فروا من خزي منقض فسقطوا في خزي دائم، والخزي: استحياء في هوان، فقال: ألم يعلموا أي: لدلالتهم على الأحق بالإرضاء. ولما كان ذكر الشيء مبهما ثم مفسرا أضخم، أضمر للشأن فقال: أنه أي: الشأن العظيم من يحادد الله وهو الملك الأعظم، ويظهر المحاددة - بما أشار إليه الفك ورسوله أي: الذي عظمته من عظمته، بأن يفعل معهما فعل من يخاصم في [ ص: 515 ] حد أرض فيريد أن يغلب على حد خصمه، ويلزمه أن يكون في حد غير حده فأن له نار جهنم أي: فكونها له جزاء له على ذلك حق لا ريب فيه خالدا فيها أي: دائما من غير انقضاء كما كانت نيته المحادة أبدا; ثم نبه على عظمة هذا الجزاء بقوله: ذلك أي: الأمر البعيد الوصف العظيم الشأن الخزي العظيم

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية