[ ص: 521 ] ولما بين كثيرا من أحوالهم فاشتد التشوف إلى مآلهم وكان مقصودها بإظهار الإيمان والاعتذار عن النقائض بتأكيد الأيمان إنما هو التقرب إلى المؤمنين والتحبب طمعا في العيش في أكنافهم وفرقا من المعاجلة بما يستحقون من إتلافهم، بين أن لهم على هذا الخداع العذاب الدائم والطرد اللازم، وجمع معهم المصارحين بالكفر إعلاما بأنهم إن لم يكونوا أعظم عنادا منهم فهم سواء، فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=19059_30428_30431_30437_30443_30564_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68وعد الله وساقه بصيغة البشارة تهكما بهم وإبلاغا في مساءتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68المنافقين والمنافقات أي: المساترين باعتقادهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68والكفار أي: المجاهرين في عنادهم.
ولما كانوا مجبولين على تجهم المؤمنين والانقباض عنهم، وإن أظهروا خلاف ذلك فهو تصنع قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68نار جهنم أي: النار التي من شأنها تجهم أهلها ولقاؤهم بالعبوسة الزائدة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68خالدين فيها أي: لا براح لهم عنها
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68هي حسبهم أي: كافيتهم في العذاب، لكن لما كان الخلود قد يتجوز به عن الزمن الطويل فيكون بعده فرج قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68ولعنهم الله أي: طردهم وأبعدهم من رحمته وهو الملك العليم الحكيم الذي لا أمر لأحد معه فأفهم أنه لا فرج لهم، ثم نفى كل احتمال بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68ولهم أي: بالأمرين
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68عذاب مقيم أي: لا وصف له غير الإقامة في الدنيا بما هم مقهورون به من سطوة الإسلام وجنوده الكرام الأعلام، وفي الآخرة بما لا يعلمه حق علمه إلا الله
[ ص: 522 ] الملك العلام.
[ ص: 521 ] وَلَمَّا بَيَّنَ كَثِيرًا مِنْ أَحْوَالِهِمْ فَاشْتَدَّ التَّشَوُّفُ إِلَى مَآلِهِمْ وَكَانَ مَقْصُودُهَا بِإِظْهَارِ الْإِيمَانِ وَالِاعْتِذَارِ عَنِ النَّقَائِضِ بِتَأْكِيدِ الْأَيْمَانِ إِنَّمَا هُوَ التَّقَرُّبُ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالتَّحَبُّبُ طَمَعًا فِي الْعَيْشِ فِي أَكْنَافِهِمْ وَفَرَقًا مِنَ الْمُعَاجَلَةِ بِمَا يَسْتَحِقُّونَ مِنْ إِتْلَافِهِمْ، بَيَّنَ أَنَّ لَهُمْ عَلَى هَذَا الْخِدَاعِ الْعَذَابَ الدَّائِمَ وَالطَّرْدَ اللَّازِمَ، وَجَمَعَ مَعَهُمُ الْمُصَارِحِينَ بِالْكُفْرِ إِعْلَامًا بِأَنَّهُمْ إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَعْظَمَ عِنَادًا مِنْهُمْ فَهُمْ سَوَاءٌ، فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=19059_30428_30431_30437_30443_30564_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68وَعَدَ اللَّهُ وَسَاقَهَ بِصِيغَةِ الْبِشَارَةِ تَهَكُّمًا بِهِمْ وَإِبْلَاغًا فِي مُسَاءَتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ أَيِ: الْمُسَاتِرِينَ بِاعْتِقَادِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68وَالْكُفَّارَ أَيِ: الْمُجَاهِرِينَ فِي عِنَادِهِمْ.
وَلَمَّا كَانُوا مَجْبُولِينَ عَلَى تَجَهُّمِ الْمُؤْمِنِينَ وَالِانْقِبَاضِ عَنْهُمْ، وَإِنْ أَظْهَرُوا خِلَافَ ذَلِكَ فَهُوَ تَصَنُّعٌ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68نَارَ جَهَنَّمَ أَيِ: النَّارَ الَّتِي مِنْ شَأْنِهَا تَجَهُّمُ أَهْلِهَا وَلِقَاؤُهُمْ بِالْعُبُوسَةِ الزَّائِدَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68خَالِدِينَ فِيهَا أَيْ: لَا بَرَاحَ لَهُمْ عَنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68هِيَ حَسْبُهُمْ أَيْ: كَافِيَتُهُمْ فِي الْعَذَابِ، لَكِنْ لَمَّا كَانَ الْخُلُودُ قَدْ يُتَجَوَّزُ بِهِ عَنِ الزَّمَنِ الطَّوِيلِ فَيَكُونُ بَعْدَهُ فَرَجٌ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ أَيْ: طَرَدَهُمْ وَأَبْعَدَهُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَهُوَ الْمَلِكُ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ الَّذِي لَا أَمْرَ لِأَحَدٍ مَعَهُ فَأَفْهَمَ أَنَّهُ لَا فَرَجَ لَهُمْ، ثُمَّ نَفَى كُلَّ احْتِمَالٍ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68وَلَهُمْ أَيْ: بِالْأَمْرَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68عَذَابٌ مُقِيمٌ أَيْ: لَا وَصْفَ لَهُ غَيْرُ الْإِقَامَةِ فِي الدُّنْيَا بِمَا هُمْ مَقْهُورُونَ بِهِ مِنْ سَطْوَةِ الْإِسْلَامِ وَجُنُودِهِ الْكِرَامِ الْأَعْلَامِ، وَفِي الْآخِرَةِ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ حَقَّ عِلْمِهِ إِلَّا اللَّهُ
[ ص: 522 ] الْمَلِكُ الْعَلَّامُ.