الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أبو كريب ، ثنا ابن المبارك ، عن جابر بن حازم ، عن المغيرة بن حكيم قال : حدثتني فاطمة امرأة عمر قالت : كنت أسمع عمر كثيرا يقول : اللهم أخف عليهم موتي ، اللهم أخف عليهم موتي ولو ساعة فقلت له يوما : لو خرجت عنك فقد سهرت يا أمير المؤمنين ، لعلك تغفي ، فخرجت إلى جانب البيت الذي كان فيه فسمعته يقول : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) . فجعل يرددها ، قالت : ثم أطرق فلبثت ساعة ثم قلت لوصيف له كان يخدمه : ادخل فانظر ، قالت : فدخل فصاح ، فدخلت فإذا هو قد أقبل بوجهه إلى القبلة وغمض عينيه بإحدى يديه ، وضم فاه بالأخرى .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا عباس بن أبي طالب ، ثنا الحارث بن بهرام ، ثنا النضر ، حدثني ليث بن أبي مرقية ، عن عمر بن عبد العزيز أنه لما كان في مرضه الذي مات فيه قال : أجلسوني فأجلسوه ، ثم قال : أنا الذي أمرتني فقصرت ، ونهيتني فعصيت ، ولكن لا إله إلا الله ، ثم رفع رأسه وأحد النظر ، فقالوا له : إنك لتنظر نظرا شديدا ، قال " إني لأرى حضرة ما هم بإنس ولا جن ، ثم قبض .

              حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا الحسن بن علوية القطان ، ثنا إبراهيم بن يزيد بن مصعب الشامي ، ثنا إسماعيل بن عياش ، وابن المبارك ، عن الأوزاعي [ ص: 336 ] قال : شهدت جنازة عمر بن عبد العزيز ، ثم خرجت أريد مدينة قنسرين ، فمررت على راهب يسير على ثورين له - أو حمارين - فقال : يا هذا أحسبك شهدت وفاة هذا الرجل ؟ قلت له : نعم ، فأرخى عينيه فبكى سجاما فقلت له : ما يبكيك ولست من أهل دينه ؟ قال : إني لست عليه أبكي ، ولكن أبكي على نور كان في الأرض فطفئ .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا العباس بن أبي طالب ، ثنا علي بن ميمون الرقي ، قال : ثنا أبو خليد ، عن الأوزاعي ، قال : قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه : من صحبني منكم فليصحبني بخمس خصال : يدلني من العدل إلى ما لا أهتدي له ، ويكون لي على الخير عونا ، ويبلغني حاجة من لا يستطيع إبلاغها ، ولا يغتاب عندي أحدا ، ويؤدي الأمانة التي حملها مني ومن الناس ، فإذا كان كذلك فحيهلا به ، وإلا فهو في حرج من صحبتي والدخول علي .

              حدثنا مخلد بن جعفر ، ثنا محمد بن يحيى المروزي ، ثنا خالد بن خداش ، ثنا حماد ، عن أبي هاشم الرماني ، أن رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وبنو هاشم يشكون إليه الحاجة فقال لهم : فأين عمر بن عبد العزيز ؟ .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد السلام ، ثنا الحسن بن أبي أمية ، ثنا أبو أسامة قال : رأى رجل في منامه على باب الجنة مكتوبا : براءة من الله العزيز الحكيم لعمر بن عبد العزيز من عذاب يوم أليم .

              حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين ، ثنا ابن أبي حاتم ، ح وحدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن أسلم بن يزيد الوراق ، ثنا عمار بن خالد ، ثنا محمد بن يزيد الواسطي ، عن معاذ مولى زيد بن تميم أن رجلا من بني تميم رأى في المنام كتابا منشورا من السماء بقلم جليل : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم براءة لعمر بن عبد العزيز من العذاب الأليم ، إني أنا [ ص: 337 ] الله الغفور الرحيم .

              حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن المذكر ، ثنا العباس بن حمدان قال : ثنا محمد بن يحيى ، ثنا عباد بن عمر ، ثنا مخلد بن يزيد ، عن يوسف بن ماهك ، قال : بينا نحن نسوي التراب على قبر عمر بن عبد العزيز إذ سقط علينا رق من السماء فيه كتاب : بسم الله الرحمن الرحيم أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار .

              حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، ثنا الحسين بن أحمد بن بسطام ، ثنا أحمد بن محمد بن أبي بزة ، ثنا محمد بن يزيد بن خنيس ، عن وهيب بن الورد قال : بينا أنا نائم خلف المقام إذ رأيت فيما يرى النائم كأن داخلا دخل من باب بني شيبة وهو يقول : يا أيها الناس ولي عليكم كتاب الله ، فقلت : من ؟ فأشار إلى ظفره فإذا مكتوب ع . م . ر ، فجاءت بيعة عمر بن عبد العزيز .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، ثنا الوليد بن صالح ، ثنا أبو المليح ، عن خصاف أخي خصيف قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وعن يمينه أبو بكر ، وعن يساره عمر ، وميمون بن مهران جالس أمام ذلك ، فأتيت ميمون بن مهران فقلت : من هذا ؟ قال : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : من هذا ؟ قال : هذا أبو بكر عن يمينه ، وهذا عمر عن يساره ، فجاء عمر بن عبد العزيز يجلس بين أبي بكر وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، فشح أبو بكر بمكانه ، ثم جاء ليجلس بين عمر وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، فشح عمر بمكانه ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسه في حجره .

              حدثنا مخلد بن جعفر ، ثنا محمد بن يحيى المروزي ، ثنا خالد بن خداش ، ثنا حماد ، عن أبي هاشم الرماني ، أن رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، وأبو بكر عن يمينه ، وعمر عن شماله ، فذكر نحوه .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدثني أسود بن سالم ، ثنا حسان بن إبراهيم ، عن عبيد الله الوصابي ، عن عراك [ ص: 338 ] بن حجرة ، عن عمر قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقال : ادن يا عمر ، فدنوت حتى كدت أصافحه ، قال : فإذا كهلان قد اكتنفاه ، فقال : إذا وليت أمر أمتي فاعمل في ولايتك نحو ما عمل هذان في ولايتهما ، فقلت : ومن هذان ؟ قال : هذا أبو بكر ، وهذا عمر .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، ثنا إبراهيم بن بكر البصري ، ثنا بشار خادم عمر قال : دخلت على عمر فقال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر عن يمينه ، وعمر عن يساره ، ورأيت عثمان وهو يقول : خصمت عليا ورب الكعبة ، وعلي يقول : غفر لي ورب الكعبة .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا الأوزاعي قال : قال عمر : إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم في تأسيس الضلالة .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية