الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 40 ] 14- وأما قوله: (يخادعون الله والذين آمنوا) ولا تكون المفاعلة إلا من شيئين فإنه إنما يقول: "يخادعون الله عند أنفسهم": يمنونها ألا يعاقبوا؛ وقد علموا خلاف ذلك في أنفسهم" ذلك لحجة الله الواقعة على خلقه بمعرفته.

                                                                                                                                                                                                                      : (وما يخدعون إلا أنفسهم) وقال بعضهم : (يخادعون) يقول: "يخدعون أنفسهم بالمخادعة لها". وبها نقرأ.

                                                                                                                                                                                                                      وقد تكون المفاعلة من واحد في أشياء كثيرة؛ تقول: "باعدته مباعدة"، و "جاوزته مجاوزة"؛ في أشياء كثيرة. وقد قال: (وهو خادعهم) ، فذا على الجواب، يقول الرجل لمن كان يخدعه إذا ظفر به: "أنا الذي خدعتك"، ولم تكن منه خديعة، لكن قال ذلك إذ صار الأمر إليه. وكذلك: (ومكروا ومكر الله) و : (الله يستهزئ بهم) [15] على الجواب، والله لا يكون منه المكر والهزء. والمعنى: إن المكر حاق بهم، والهزء صار بهم.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية